المقالات

الأجهزة الأمنية والتصرفات البعثية  


محمد البدر ||

 

 

مارست الأجهزة الأمنية في زمن الطاغية المخلوع كل أنواع الإساءة والإجرام والتعذيب وبصورة ممنهجة وبتوجيه رسمي وقرار سياسي ضد المواطنين وتفننت في تعذيب وقتل الأبرياء في تلك الحقبة السوداء.

ويوم جاء الخلاص من تلك الحقبة أكثر ما أفرح المواطن العراقي هو خلاصه من أساليب القمع والإذلال والتعذيب التي كانت تمارسها الأجهزة الأمنية ضده.

دور الأجهزة الأمنية ينحصر بحماية المجتمع وتنفيذ القانون وليس لها الحق في إيقاع العقوبة وتنفيذها.

صدمنا ما شاهدناه يوم أمس من ممارسة مشينة وقبيحة لا بل جريمة بحق شاب عراقي من قبل منتسبين في الشرطة الإتحادية.

يجب أن نتفهم إن هكذا ممارسات هي تصرفات شخصية ولا تحمل صفة وننهجية رسمية ولا توجيه رسمي فالشرطة الإتحادية البطلة قدمت آلاف الشهداء والجرحى في مهامها بالتصدي للإرهاب وقتال داعش والعصابات.

نعم لايوجد اليوم جهاز أمني عراقي يمارس التعذيب والإساءة بتوجيه رسمي أو بعمل ممنهج لكنها هفوات واساءات وتصرفات مشينة ومجرمة تصدر من بعض الأشخاص الذين يعملون في هذه الأجهزة الأمنية البطلة ويستغلون صفتهم هذه لممارسة عقدهم وامراضهم النفسية وخستهم.

هؤلاء النماذج خطرهم على الأجهزة الأمنية لايقل عن خطرهم على المواطنين ويجب فصل ومعاقبة كل منتسب لجهاز أمني يسيء أو يعذب أو يتعسف في إستخدام سلطته ضد المواطنين ويجب أن يكون كل مسيء عبرة.

نعم الواجب تنظيف الأجهزة الأمنية من هذه النماذج المجرمة الذين اعتادوا اساليب أجهزة الأمن الصدامية ويعتقدون إن بمجرد انتسابهم لجهاز أمني يمنحهم الحق بما يفعلون.

زمن الطاغية المخلوع ولى ولارجوع لأساليب وطبان وبرزان وعلي كيمياوي.

والأجهزة الأمنية العراقية في خدمة المجتمع العراقي.

ومنتسب الجهاز الأمني موظف لتقديم ما يخدم المجتمع العراقي ومن يجد حرج في ذلك أو يريد ممارسة عقده النفسية عليه ترك هذه الأجهزة والخروج منها.

القانون يجب أن يكون هو الفيصل تحت أي ظرف وفي أي وقت وفي أي حالة.

لانريد شريعة الغاب حيث القوي يأكل الضعيف.

نريد دولة مؤسسات وأجهزة أمنية خالية من المرضى النفسيين الذين يستغلون انتماءهم لها.

وعلى المواطن العراقي أن يرفع صوته محتجاً ضد أي ممارسة مسيئة تصدر من منتسب أمني لأنها تشكل خطر على المدى الطويل فمع السكوت ومع تراكم الإساءات ومع الأخذ بعين الاعتبار إننا خرجنا حديثاً من سلطة ديكتاتورية وأجهزة أمنية مجرمة فإن احتمال عودة تغول الأجهزة الأمنية مع وجود بعض الأنفاس والأساليب الصدامية لازالت قائمة.

المواطن الذي يسيء للأجهزة الأمنية يجب أن ينال عقوبته وفق القانون وبلا تهاون.

ومنتسبي الأجهزة الأمنية الذين يسيؤون للمواطن يجب كذلك أن ينالوا عقوبتهم وفق القانون وبتشدد.

القانون هو الفيصل وليس إستغلال الوظيفة والموقع.

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك