المقالات

نساء فاسدات ..  

1395 2020-05-20

هادي جلو مرعي ||

 

يتحدث الناس عن النساء الماجدات، وعن الخالدات، وعن العاشقات، وعن المبدعات في العلوم والآداب، واللاتي يضرب بهن المثل في الخلق القويم، وحسن السلوك والأدب الرفيع، والحشمة وعفة النفس، والحياء، وهي تفاصيل تذوب رويدا مع إنتشار التقنيات الحديثة، والإختلاط في أمكنة عامة، ومواضع عدة. ومع خروج النساء الى العمل، ومشاركة الرجل، وهي حقوق طبيعية شرط عدم إنتهاك القوانين والأعراف والقيم التربوية والأخلاقية تغيرت مفاهيم عدة عن العمل والحياة والاخلاق.

في العراق وبعد عام 2003 ومع التأسيس المخزي للدولة، وصعود تجار الدين والسياسة الى الواجهة، ودخول الحرامية، والنصابين، وأصحاب السوابق، وخريجي السجون الى عالم السياسة، وضعف الإجراءات القانونية، وتحول الحرامي الى حارس إنتشرت ظاهرة الفساد التي تحولت الى ثقافة حقق منها كثر فوائد مالية، وحصلوا على مناصب وإمتيازات لايستحقونها.

ظهرت في العراق طبقة من النساء الفاسدات المنفلتات عن كل قانون وخلق، وشاركن نظراءهن من الرجال الفاسدين في سباق النهب والسرقة، والتجاوز على القانون، وإستغلال السلطة، والتلاعب بالملفات والمساومة والإبتزاز، بل وتمرسن في خداع الناس، والظهور بمظهر المدافعات عن الحقوق، وصرن متمكنات ومليانات بعد أن كن جائعات حافيات، ويضرب بهن المثل في الإبتزاز، وتحصيل المكاسب، وملكن الدور والقصور، والحسابات المالية، وصار لهن أتباع وأنصار، ودخلن مع الأحزاب، ونشرن الخراب، بل وتمكن من حشد المدافعين عنهن في ساحات الإعلام.

في العراق، ومثلما برز رجال فاسدون نهبوا المال العام، فإن نساءا شاركنهم فسادهم وقراراتهم الخاطئة، وتضييعهم للحقوق، وهدرهم للمال، وفي هذا الزمان تحول الفساد الى إنجاز وبطولة، وعدنا الى بعض الأزمنة التي كانت السرقة فيها شجاعة وبطولة، والحرامي من كبار القوم، وفي المقدمة منهم. وكم من حفاة صاروا اليوم في الواجهة يبجلهم المجتمع، ويقف الرجال صفوفا لإستقبالهم في كل محفل، ويقدمونهم على الأخيار، ويخدمهم الأبطال. طالما إنهم من أصحاب الأموال.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك