المقالات

الفساد الإداري والإخطبوط الخفي

1625 16:54:00 2008-03-02

( بقلم : علي جاسم )

يمكن لأي نظام أمني وعسكري في أي دولة في العالم ان يحارب أي عدوان يتعرض له ومهما كانت قوة العدوان واستعداد ذلك النظام الامني حتى وان وصل الامر أدنى حدّ له الى المقاومة البسيطة فقط ان كانت امكانياته العسكرية اقل بكثير من الهجوم المقابل له، وهذا التصدي العسكري الذي يتراوح بين النصر او الاخفاق او مجرد المقاومة يمكن ان يكون سهلاً هيناً وحساباته معروفة لان العدو واضح وجلي دون خفاء او تستر فتكون المعركة بسيطة اذ ما قورنت بالمعركة الاخرى الاصعب التي يحارب فيها احد الاطراف طرفاً اخر خفياً دون تحديد ملامحه او قسمات وجهه فيبدو وكأنه يحارب شبحاً لا وجود له.

وهذه المعركة التي تخوضها الدولة حالياً مع العدو الجديد المسمى بالفساد الاداري والمالي هي من أعتى المعارك سيما وان المعركة سابقاً وحتى الاشهر القليلة الماضية كانت مع بؤر الارهاب وزمر التكفير والتي كانت ورغم قساوتها وشدة خسائرها معروفة الجهة والمقصد والاهداف، غير ان الفساد المستشري عندنا اليوم أصعب بكثير من الارهاب لاسباب عديدة منها عدم معرفة الوجه الحقيقي له او الاشخاص المفسدين فعلاً كون الفساد غالباً ما يأتي من قبل اشخاص متنفذين ومتمركزين سلطوياً فيعمدون الى سوء استغلال السلطة لمنافع شخصية ضيقة كعقود وهمية في البيع والشراء والصفقات الوهمية والرشاوى والمحسوبية فضلاً عن التمايز القبلي والحزبي والطائفي.

الاعوام السابقة قد شهدت تقديم عدد من الوزراء والمسؤولين للمحاكمة ورفع الحصانة عن عدد من النواب واعتقال اخرين في الاجهزة الرسمية والتنفيذية وبدرجات عليا، وهو ايضاً ما طرحته هيئة النزاهة من خلال مشروع محاسبة المسؤولين عن طريق تقديم لوائح ومؤشرات بحجم ( ما يكسبونه من المال ) ومطالبة البرلمانيين باعلان حجم دخلهم وتوضيح كل مصادر الدخل بالتفصيل، فضلاً عن المطالبة بتقليص الفوارق الكبيرة بين رواتب الموظفين في الدرجات الدنيا والعليا وسد جميع منافذ الفساد والنقاط التي يتخلخل منها.

ان اعلان عام 2008 م عام الحرب على الفساد الاداري والمالي ودعم المؤسسات الرقابية كهيئة النزاهة ودوائر المفتشين العامين في الوزارات والرقابة المالية والسلطة القضائية، كفيل بتعزيز الاقتصاد الوطني وصيانة مشاريع الاعمار وتوجيه الاموال نحو فائدة المصلحة العليا واسترداد اموال كانت تذهب لتمويل الارهاب ومصادرة حياتنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك