المقالات

عادل عبد المهدي كما عرفته  


الروائي صباح مطر ||

 

أنا لا علاقة لي بالسياسة ولم أمارسها يوماً ولم أتطفل عليها كما هو الأعم الأغلب ممن حولنا الآن والسيد عادل عبد المهدي رجل سياسي وانا لم تجمعني معه السياسة ولا أدعي أنني صديقه فالرجل قد لا يعرفني الآن ولربما لا يتذكر أسمي مجرد تذكر.

جمعني معه ميدان الثقافة حين استصحبني معه ولمرات  شخص من أعمدة الثقافة في المحافظة لا أريد التطرق لأسمه وقد إلتقينا الرجل مرات عديدة ومن خلال هذه اللقاءات عرفت السيد عادل عبد المهدي عن قرب فهو رجل ذو ثقافة واسعة جداً، وطني من الطراز الأول، سريع البديهية، صاحب مشروع وطني كبير وواعد ويحمل فكر راقٍ ومتطور  إضافة إلى دماثة خلقه وتواضعه وأنا وللحقيقة كنت أعبر  لمن يجالسني عن امتعاضي لقبوله التكليف بالمنصب إذ كيف  يكون لرجل مستقيم أن يعيش وسط  الاعوجاج وكيف يتسنى لعاقل مثله العيش وسط غابة القرود. 

أنا لا أتملق الرجل فهو قد غادر السلطة وأنا ما عهدت نفسي متملقاً لأحد مذ عرفت ان للكون رب لا يشاركه في ربوبيته أحد وهو وحده الذي يرزق ويهب وإليه ترجع الامور ولكن ما وقع للسيد عادل يذكرني بما حدث لمالك بن نويره رحمه الله حين أوقف  مكتوفاً أمام خالد بن الوليد هو وابناء قومه من تميم ومعهم نسائهم فيما يسمى بحروب الردة وما كان الرجل مرتداً لا هو ولا قومه وحين أحس بنهايته وانه مقتول لا محالة إلتفت إلى زوجته النوار وكانت من أجمل نساء زمانها قائلاً لها (ما قتلني أحدٌ غيركِ) وفعلاً قتله خالد بن الوليد وزنى بزوجته في يوم مقتله وعادل عبد المهدي قتلته الاتفاقية مع الصين وإلا فالرجل لم يمض عليه وقت طويل في رئاسة الوزراء وليس من المعقول ولا من الانصاف أن يتحمل تبعات أخطاء من سبقوه ولكن هذه الاتفاقية هي العمل الأهم الذي أغاض أمريكا ومحورها ففتحوا عليه كل الاوجار والجحور وحتى شقوق الجدران ليجد نفسه محاصراً بدواب الأرض وهوامها تسد عليه الأقطار فقدم استقالته مردداً (يا أبتي أفعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين) وبذلك أهدرت فرصة لرجل دولة حقيقي وسيضحك من يضحك من العراقيين قليلاً وسيبكون كثيرا.

ضاعت الفرصة وغادر رائدها ولسان حاله يقول-أضاعوني وأي فتىً أضاعوا-

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر الحسني
2020-05-09
أمريكا اغاضها اتقاقية الصين لكن مقتدى الصدر شنو الي اغاضه من عادل عبد المهدي؟؟؟ وهو من أتى به واستقتل حتى ينصبه رئيساً للحكومة!!!!! ربما المناصب الدنيوية؟؟ 🤔 والله اعلم والك الله ياعراق....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك