المقالات

الحرب المركبة على الحشد المقصوف والمكشوف!  


سعود الساعدي

 

ما جرى من استهداف لبعض مواقع الحشد الشعبي يدخل في إطار الحروب المركبة التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأميركية بعد فشل حروبها وغزواتها وهجماتها الخشنة التي استخدمت فيها القوة الصلبة في أغلب ساحات وميادين المنطقة ومن أبرزها وأهمها ما جرى في العراق .

الحروب المركبة الحديثة تُدمج فيها كل القدرات "المدنية والعسكرية" المدنية، كالسياسة وألاعيبها والاعلام وشيطنته والاقتصاد وعقوباته والدبلوماسية وزواريبها وشعارات التعاون المشترك واكاذيبه وكل القيم والقدرات والإمكانات الناعمة والتي تدخل ضمنها الثورات الملونة والفتن المنمقة ومحاولات التفتيت والتفكيك المنظمة وحتى هجمات وعدوان الدراما وبالذات الرمضانية هي أداة من أدواتها الناعمة.

والعسكرية، اي استخدام أو التهديد بكل القدرات والأصناف العسكرية في المعركة بما فيها القدرات الأمنية والاستخبارية وعمليات الانزال او الاغتيال والتعرض ومن ضمنها عمليات الوكلاء والأدوات كالدول التابعة او الجماعات المتطرفة.

الحرب المركبة التي تشن على العراق وعلى واجهة وعنوان قوته ودرعه الجريح "الحشد الشعبي" لم تهدأ ولم تفتر منذ بروز الحشد كقوة تحرير بعد فك حصار مدينة امرلي/ آب ٢٠١٤ في محافظة صلاح الدين وبعدها تحرير مدينة جرف النصر / تشرين الأول ٢٠١٤ في محافظة بابل ليتم تشكيل ما سُمي بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش ولم يكن سوى تحالف لإنقاذ التنظيم التكفيري وإدارة معاركه بشكل شبه مباشر للتحكم بنتائج المعركة التي بدا أنها محسومة لصالح الحشد والمقاومة.

الاستهداف المتواصل والمزدوج للحشد الشعبي عبر استهداف قادته وكشف ظهره سياسيا وإعلاميا ومحاولة تشويه صورته وشيطنتها جماهيريا والسعي لنزع شرعيته وشرعية وجوده فقهيا والعمل بقوة على شقه وتفكيكه عمليا وتكرار ضربه واستنزافه ميدانيا وجني الثمار واستغلال ما تقدم أميركيا هو أمر سيستمر مع غياب جبهة حشد "مركبة" تتصدى للمواجهة المستجدة التي هدفها ابقاء العراق مستنزفا ومضطربا ومقسما دون تقسيم!!.

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك