بقلم المهندس والاعلامي حازم خوير
للوهلة الاولى بدا العراق بعد سقوط الصنم كما يقول العراقيون ،او سقوط بغداد كما يقول العرب ،او تحرير العراق كما تقول امريكا والغرب !!بدا وكانه سجين محكوم عليه بالاعدام وبعد عقود من الزمن اطلق سراحه..فخرج يركض في الازقة والشوارع حتى تاه فيها ،عندها ادرك ان الزمن والبشر والمقاييس والمثل قد تغيرت واصبحت اشبه بعلكة تمضغها فكوك الاكاسرة من نوايا واهداف وصراعات وامزجة وضغائن واحقاد وحسد ..هذا هو الانسان العراقي الذي لم يشا الا ان يعيش الا بسلام بعد ان تكسرت على اكتافه صخور الحقد الدفين واطماع الجبابرة الباغين من الاولين والاخرين ،فاصبح منبوذا ومبخوسا ومسلوبا الحقوق في وطنه وهو يعلم ما يريد لكن متى وكيف لا احد يعلم .
فبعد ست سنوات على الحرية والديمقراطية والدستورية و... يجد الصحفي والاعلامي العراقي نفسه قد خسرت الكثير وبدون مقابل وقد تقطعت بهذه الطبقة والشريحة المهمة في المجتمع السبل لنيل ابسط حقوقها على الاقل في اكتسابها حقوق المواطنة التي ضمنها الدستور الجديد لكل فرد عراقي، ناهيك عن هذه النخبة من الجسد الحي للعراق الجديد التي لولاها لاصبح ميتا متفسخا تذروه الرياح،فاعلاميي العراق يعيشون حالة من الازدراء المتصاعد بمرور الايام كلما فقدوا زميلا لهم اثر العمليات الارهابية الجبانة التي تطالهم بين الفينة والاخرى دونما تحريك ساكن من قبل الحكومة لحمايتهم اوتعويض عوائل اؤلئك الشهداء الذين ضحوا بانفسهم لنقل الحدث والكلمة الصادقة بكل شفافية ورسم احلى الصور المشرقة عن بلدهم العزيز العراق.
ورغم ان الاعلاميين في محافظات العراق المختلفة قد انضووا تحت عناوين شتى كـ(رابطة وجمعية واتحاد ونقابة ..الخ) املا في تعزيز وجودهم على الساحة وابراز هويتهم المحلية والوطنية للدولة الا ان الاخيرة لم ترع تلك الطروحات بالقدر المطلوب في ذات الوقت الذي تجاهلت اغلبها.
ان من يتتبع امور وشؤون الصحفيين العراقيين سيجد انهم ذوي اختصاصت وشهادات دراسية شتى ،ويمتهنون اعمالا حرة كثيرا منها دون مستوى مراكزهم وتاثيرهم الاجتماعي ،حتى ان الكثير منهم قد ايس من رحمة ونظر الحكومة فراح يطرق ابواب برامج حماية العاطلين والقروض التي اصلا يشوبها الفساد المهني . ووسط تلك الماسي ناهز ما قدموه من ضحايا على المائتين واصبح بلدهم اخطر مكان لعمل الصحفيين في العالم باسره!
وها هو اليوم الشهيد السعيد الاستاذ شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين يتوج تلك الكوكبة الاعلامية والصحفية بمصرعه على يد الفئة الضالة الباغية وهو يجاهد ويكافح من اجل الحصول على ابسط حقوق زملائه الصحفيين دون ان يكل او يبخس الغالي والنفيس من اجل تحقيق ذلك الهدف ،فماذا بعد يريد المالكي؟ان اغتيال الاستاذ التميمي يعد سابقة خطيرة في تاريخ الصحافة العراقية ما يحتم على الحكومة متمثلة برئاسة الوزراء استنفار جميع السبل ورصد كافة الامكانيات لحماية الصحفيين وسن القوانين والتشريعات التي تضمن كافة حقوقهم وتحرير اقلامهم كما تحرر العراق ودسترة عملهم كما يحكم العراق اليوم.
https://telegram.me/buratha