المقالات

ياعمال العالم إنتحروا  

998 2020-05-01

هادي جلو مرعي

 

في تاريخ حركات التحرر التي قادتها النقابات العمالية في العالم كانت الإنتصارات المؤقتة والوهمية هي الشغل الشاغل للمتنورين والحركيين في الصالونات الثقافية، وفي الشارع المزدحم بالرفض للرأسمالية، والحكومات المستبدة قاهرة الشعوب، ومع الوقت أخذت الرأسمالية تهين الطبقة العمالية، بينما الحكومات المتلفعة بشعارات التحرر العمالي، وإنقاذ الشعب تتخلى رويدا عن نهجها الثوري، وتكرس جهودها للحفاظ على نظام الحكم الذي يحقق لها المنافع دون أن تلتفت الى مهامها الحقيقية والإنسانية التي يجب أن تكون مسؤولية راسخة، وليست شعارات ثورية فارغة تمر، ثم تنسى.

بعد عقود من النضال طويلة ظهر عمال العالم دون إنجاز حقيقي، وصاروا كشخص يلتذ بعذاب نفسه، وجلد جسده المرهق، وهو يعلم أن لانهاية لهذا العذاب إلا بإستسلام الضحية لسوط الجلاد، وإعلان البراءة من الأفكار، وشعارات التحرر الثورية، وهاهم العمال اليوم جزء من حالة الإنهيار العالمي التي تطبق على الراسمالية، واليسار، والحركات الرافضة لهيمنة رأس المال، والشركات العابرة للحدود، والمتحكمة بمسير البشرية، ويبدو الجميع ضحايا لإنخفاض أسعار النفط، وإنهيار الإقتصاد العالمي دون إستثناء حيث يتعرض الجسد الإنساني الى الصدمات مايتسبب بمزيد من الأذى للمجموعة البشرية عامة حتى صار الحديث عن الطبقة العمالية ترفا فكريا لاقيمة له لأنه لايقدم خبزا لأحد.

التوحش هو الذي سيسود، وسيفود العالم في الفترة المقبلة حيث يكون قادة العالم متحررين من القيود الدستورية لحماية الحدود والإقتصاد الوطني بسبب الخشية من المنافسة والمؤامرات والأوبئة الفتاكة التي أخذت من البشرية كبرياءها، وأذلتها بقسوة.

ياعمال العالم إنتحروا فليس من مستقبل حقيقي، وليس من تغيير، وكل ماتفعله الحكومات ان تمارس الإغلاق والتشدد في الحجر الصحي الذي يبدو وسيلة إنقاذ محددة، ولكنها ليست نهائية فمع إستمرار الوباء يتحول العالم الى سياسة مناعة القطيع، وإنهاء الإغلاق..

عيد العمال مجرد تراث فكري لم تعد له من قيمة، وصار ذكرى تلوكها الألسن. فإنتحروا ايها العمال.

ــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك