المقالات

دول تحول  التهديد إلى فرصة..وباقي العالم يقف مكتوف الأيدي...  


هيثم الخزعلي

 

في الوقت الذي شهد فيه النفط انخفاضا كبيرا في الأسعار، نتيجة لإغلاق اقتصاديات العالم بسبب جائحة كورونا، وحرب الأسعار التي تخوضها السعودية ضد روسيا، والذي دفع السعودية إلى رفع سقف الإنتاج من ٩،٧ مليون برميل إلى ١٢ مليون برميل، وتعمدت الى محاربة روسيا في أسواقها فهي تمنح خصومات عن برميل النفط السعودي بمقدار ٨دولار في أوربا، و٤ دولار في أمريكا الشمالية، ٦ دولار في غرب اسيا، إلى أن تدهورت اسعار النفط الي ٢٠ دولار قبل أن يعقد اتفاق اوبك+.، والذي تم تخفيض الإنتاج بموجبه إلى ٩،٧ برميل شهريا، وكانت المكسيك اخر دولة وافقت على التوقيع بتخفيض ١٠٠ الف برميل فقط من إنتاجها البالغ ٣٥٠ الف برميل يوميا، بينما تعهد ترامب بتحمل ال٢٥٠ الف برميل المتبقية.
وهنا المكسيك حولت التهديد إلى فرصة لأنها حولت ال١٠٠ الف لدعم اسعار البانزين في الداخل وهو حل لازمة البانزين، إضافة إلى زيادة الرضا الشعبي عن سياسات الدولة، كما أن الحكومة حققت إيرادات من فرض ضرائب على بيع البانزين، وهذا تحويل للتهديد إلى فرصة، بينما لم تنخرط باقي الدول ككندا والنرويج في الاتفاق.

هذا النموذج الأول للتعامل مع الازمة وتحويل التهديد إلى فرصة، والنموذج الثاني هي الصين التي أغلق اقتصادها الذي يستهلك ١٤٪من النفط العالمي، إلا انها في الشهر السابق زادت وارداتها من النفط بمقدار ٣٣٠ مليون برميل بزيادة بنسبة ٤٪ من استيرادها السابق، عبر إرسال مندوبين للتعاقد على النفوط الرخيصة في العالم، وأرسلت ٣٨ ناقلة نفط (سوبر تانكر ) إلى العربية السعودية، والتي تبلغ سعة الناقلة الواحدة ٢ مليون برميل.

 وقد يتبادر إلى الذهن سؤال... ماذا تفعل الصين بكل هذا النفط واقتصادها شبه مغلق؟ الحقيقة ان الدول الكبرى تحتفظ بخزين ستراتيجي تستخدمه اوقات الازمات، كارتفاع اسعار النفط والحروب، فالولايات المتحدة تحتفظ بخزين ستراتيجي يبلغ ٧٧٠ مليون برميل نفط في أربع أماكن في خليج المكسيك، وهو امر معلن.

الان ان الصين لاتعلن عن خزينها الاستراتيجي والذي يقدر الاقتصاديون انه يبلغ ١،٢ مليار برميل نفط، يخزن في مزارع صهاريج في شنغهاي، وهو ما يعادل الخزين الأمريكي مرتين تقريبا، وهذا هو النموذج الثاني لتحويل التهديد إلى فرصة.

والسؤال الكبير أو (Big qusition ) فيما يخص العراق هل ننجح بتحويل التهديد إلى فرصة، عبر زيادة الاستثمارات وتحويل واردات النفط او جزء منها لتطوير القطاع الصناعي والزراعي، واستثمار الاغلاق الإجباري لتشجيع المنتج الوطني وتنويع الاقتصاد...؟

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك