المقالات

تفاحة  

963 2020-04-27

هادي جلو مرعي

 

يقولون: قد لانستطيع أن نفعل اشياء عظيمة، ولكننا نمتلك فرصة القيام بأشياء صغيرة بطريقة عظيمة، وتكون نتيجة ذلك عظيمة أيضا.

معظم الناس يطمحون لعمل كبير في حياتهم تتغير معه طريقة عيشهم، وقدرتهم على التأثير وصناعة الأحداث، وقد لايكون ذلك متاحا في اغلب الأحيان، فيلجأون الى طرق ملتوية وسيئة، وتتسبب بمشاكل لآخرين، ثم يتحول الأمر الى الفوضى والتخريب بعد أن بدأ كخطوة أولى نحو تحسين الأوضاع لأن المهم هو صدق النوايا، وليس الطموحات الشريرة التي تستولي على نفوس وعقول الناس في هذا الزمن الحافل بالمساويء والتجاوزات والمظالم والإحتيالات والسرقة والفساد الذي يضرب الأرض، والمتصل بسلوك الناس والحكومات والمصانع، وكلها أفعال بشرية أخلاقية وعملية تنتج المزيد من المشاكل والتحديات التي يصعب تلافيها بمرور الوقت، وتكون سببا في خلق المزيد من التوترات.

الأشياء التي نظنها عظيمة قد لاتكون هي السبب في نجاتنا من العواقب، وهناك أشياء صغيرة يمكن ان تكون نتائجها عظيمة برغم عدم الإهتمام بها من قبلنا، وحين نظنها مجرد تفاهات لاقيمة لها على الإطلاق، ثم ننساها، ولانعود نتذكر منها شيئا.

كان أحد العلماء يسير في السوق، وقد أهداه أحدهم تفاحة حمراء جميلة، وكان يضعها في يده، وفي الأثناء مرت إمرأة تحمل طفلها على كتفها وقد تعلقت عيناه بتلك التفاحة، وحين رأى العالم حال ذلك الطفل لحق بالمرأة وناوله التفاحة ومضى سعيدا بماصنع.

كان ذلك العالم مؤلفا للعديد من الكتب العلمية، وقد رأى في منامه إنه في محشر القيامة، وأمر به الى النار، وتساءل عن كمية الكتب والعلوم التي ابدع فيها، لكن الملائكة أبلغوه بعدم نفعها له، ثم جاء الأمر بمسامحته، ومكافاته على التفاحة، وليس على الكتب.. وربما تكون النية الخالصة هي السبب.. يمكن أن تنتج الكثير لنفسك، ولاينفعك في الآخرة، ولكنك حين تسعد إنسانا بعمل ما فإن ذلك هو مايصنع التغيير الحقيقي.

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك