المقالات

لهذه الأسباب لن نشاهد(دراما) عراقية عن داعش..!  


قيس العجرش

 

نشأ تنظيم الدولة الإسلامية(المنبثق من تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، من عملية دقيقة لـ(تعريق) التنظيم استمرّت للسنوات ما بعد عمليات (الموجةThe Surge )أو ، بأسمها العراقي(فرض القانون) عام 2007. أدرك حزب البعث وقتها أن التصالح مع تنظيم القاعدة لن يجدي نفعاً مالم يتولى هو(اي البعث)القيادة تحت هوية عراقية، وأن يرتكب التنظيم وسيلة لإشهار حركة تحررية تجد صداها بين المجتمع السنّي في العراق.

 أو على الأقل، بين شباب هذا المجتمع. كما أن تدفق الأموال الخارجية لن يستأنف مالم يكن هناك شيء (عراقي)واضح على الأرض، يبدأ أولاً من التخلي عن ستراتيجية القاعدة(التواجد في كل مكان)ـ وتبني ستراتيجية جديدة مفادها أن هناك(شعب!) لداعش. كتلة سكانية وجدت في تنظيم الدولة الإسلامية ما يلي:

أولا- إنه حركة تحررية تمثل تطلعات الركن الجهادي من مزاج هذا المجتمع(المجتمع السنّي في العراق).

ثانياً: يكون التنظيم خيمة متسامحة مع الموصومين بأنهم جزء من نظامالبعث السابق، وبالأخص، من أبنائهم الذين خرجوا الى هذه الدنيا وهم ابناء للحاكمين، ثم انقلبت فيهم أعلاها أسفلها.

ثالثاً: يكون التنظيم هو الوكيل الحصري المستلم لأي مساعدات، أو تمويل، من اي جهةكانت لها مصلح في فشل النظام العراقي بعد عام 2003. وبالأخص تلك الجهات التي ترى إستقرار العراق إنما سيفسر على انه (نجاح) للمشروع الأميركي في التغيير.

  لقد حضرت بنفسي مؤتمر مكافحة الإرهاب في نيويورك عام 2015، مدعواً من الامم المتحدة كمراقب مدني عراقي. ووجدت أن معظم دول الغرب، واستراليا، والإمارات، وغيرها، ربطت بصراحة بين دعم العراق في حربه على داعش، ومدى إلتزامه بإنجاز (مصالحة) داخلية.

طبعاً، كان للدول الإقليمية تعريفها الخاص لمفهوم المصالحة، و هو إعادة الإستقرار المجتمعي(الطبقي) الى صورته السابقة، أو جزء منها. هؤلاء يريدون أن يختفي صدام، لكن ان يبقى نظامه. لأنه يمثل إستقرار إقليمي حسب رأيهم.

   وبوابة هذا الإستقرار، هي داعش التي كشفت عن قدرة (الحركةالتحررية السنّية) في العراق على قلب الطاولة.

 إذن، ليس لدينا سوى أن نتفاهم معها. والعلّة كانت بأن غزو الولايات المتحدة، كان قد تسبب بـ(ظهور)الشيعة كلاعب اساسي في جيوبولوتيك المنطقة.

 أصحاب هذا الرأي لم يسألوا أنفسهم، لماذا (ظهر) فجأة أمام أعينهم أن هناك( شيعة) في العراق!...

هل هو ذنب الشيعة؟، أم إنه ذنب من لم يسمع بهم!.......

هذه الأركان يجب ان تظهر في أي عمل درامي صادق ومثمر عن داعش، بل ويجب ان تكون ركناً في اعي عمل روائي أدبي يتناول سيرة داعش وظهورها، ....هل عرفتم الآن لماذا (لن)نشاهد دراما عراقية عن داعش؟.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك