المقالات

قراءة في كورونا..!


قراءة في كورونا..!

 

غازي العدواني

 

* رافق وباء كورونا ظهور العديد من الآراء والتحليلات والتساؤلات عما حدث وسيحدث من تغيير على مستوى الوجود الانساني وكل واحد ينظر من خلاله ويتوقع ويخمن ويعتقد ليخوض بعضهم في السياسة واألآخر في الدين والآخر في الاجتماع والاقتصاد ويتصور حال الدنيا ومصير الانسان بعد كورونا...وينقسم الناس الى قسمين :

* (العلماني) الذي أتخذ جانب العلم المجرد ليؤكد مهمة ودور الطبيب كمقاتل في الخط الأمامي بالدفاع عن الوجود الانساني وحمايته في مواجهة وباء كورونا واعتكاف بعضهم جاهدين في المختبرات لايجاد علاج مضاد للقاتل الفاتك الذي

يغتال الناس على حين غفلة خارج توقعات الطب والتكنولوجيا والقفزات العلمية في مختلف نواحي الحياة الانسانية..

* و(إسلامي:) ينظر لكورونا انه تقدير السماء وانه اختبار لايمان الناس والعودة الى الله من غير الإشراك به وأنه بالتضرع إليه والدعاء والرجاء له ان يجنب البشرية جمعاء

هذا الوباء ويعرف الانسان ان مردّه اولا وأخيرا إليه...

* فكشف كورونا زيف دول ومجتمعات وافراد في طريقة تعاملهم الفجة مع شعوبهم وركاكة البناء الاجتماعي لبعض المجتمعات وانانية البعض في تعامله مع الآخر موثقة بالصورة والصوت والخبر..

* واصاب كورونا الاقتصاد العالمي بالانكماش وتهاوي وضعف إقتصاديات دول عظمى وكبيرة بهبوط حاد لاسعار النفط الخام هذه المادة التي هي وقود العالم ومحرك صناعاته...

* وكشف كورونا ضعف معتقدات الناس الدينية في ظاهرة لم يألفها مسلموا العالم هو لجوء اغلب اهل الشرائع والمناهج المخالفة والرافضة لدين الاسلام المحمدي الحنيف بالتوجه الى المساجد والحوامع في دولهم بالدعاء والتبرك بقراءة القرآن ورفع الأذان والتكبير بعد ان كان ممنوعا..بينما تجد المسلم مطمئنا ثابتا راضيا بقضاء الله وتقديره إن كان من

الله او من الانسان...

* اما عن ما بعد كورونا وما يعول عليه وما يتوقعه الكثيرين

فهو ( نكسة إنسانية وثلمة في وجوده) ستضيف اعباء جديدة

تثقل كاهل الانسان ليخرج مكامن الشر المستطير ويضرب نخاع وجوده ليسيء إليه اكثر ..لان كورونا بمثابة عودة سريعة للتقهقر والتراجع القيمي الفكري والعقيدي للانسان

لما رأى من عجز وفشل السياسة والعلوم والدين والاقتصاد

في مواجهة وباء الصدمة التي تستوجب اليقظة وإعادة التفكير في كل الموروث الانساني وتصحيح النظرة الى السماء

كملجأ لا غنى عنه تساوى عنده كل البشر من متجبرهم الى معدمهم عندما عحزت الارض بما فيها عن مواجهة مهاجم شرس لا يرى باقوى محاهر الطب الحديث..

* وكورونا سواء كان بفعل متعمد او إهمال او لأي سبب كان

اظهر ضعف هذا الخليفة الانسان الذي ورث الارض وهو الضعيف الهلوع الجزوع الكافر الجاحد لكل أنعم الله الذي جعل لله شريك وعديل وجسّمه ليُريّهُ حقيقته ومآله وأن الكل راجع إليه..

* ولاهل العلم والعلمانية والإسلامية وكل الشرائع والمناهج والملل والنحل دعوة ال مراجعة الذات قبل الفوات ففي كورونا آيات لا يفهمها إلا من يحمل بين جنباته قلب سليم...

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك