المقالات

الثقة المجتمعية بالطبقة السياسية وسبل تعزيزها  


د.باسم الكناني

 

ان في داخل كل انسان ميل غرائزي لعدم الثقة في الاخرين وهذا الامر قد يأتي من طبيعة التنشئة الاجتماعية التي بنيت عليها الشخصية الإنسانية عبر العصور لما تعرضت له هذه الشخصية من أزمات واهوال سواء كان الامر بصورة فردية او جماعية.

وكانت التهديدات تأتي بأشكال مختلفة تأخذ منحى نمطي مرة وفي أخرى تأخذ شكلا جديدا مكيفا مع المرحلة التي يأتي فيها.

ومن ابزر التهديدات التي تنمي روح عدم الثقة لدى المجتمع وجود طبقة سياسية غير موثقة من قبل الشعب وبالتالي تنصب عليها او باتجاهها الكثير من عوامل عدم الثقة مهما حاولت هذه الطبقة السياسية ان تبذل الجهود لكسب ثقة المجتمع ومن أبرز أسباب عدم ثقة المجتمع بالمتصدين للشأن العام هو التفريط بالحقوق والفساد وكذلك الامتيازات الخاصة للمتصدين واتباعهم.

انخرط المجتمع العراقي بعد عام 2003 في عملية التغيير التي نتجت عن سقوط الصنم وقد بنى امال كبيرة في العيش بسلام وطمأنينة ورخاء وكانت في مخيلته أحلام ورديه عالية المستوى ومع مرور الأيام انتبه المواطن الحلم بالعيش الرغيد الى مجموعة من المنغصات والانعطافات التي غيرت مجرى أحلامه وبالتالي هزت ثقته بمن تصدى للشأن العام الأسباب ذكرنا بعضها أعلاه.

وعليه نطمع ان ننشر الإيجابيات ونعززها من اجل استعادة الثقة بمن تصدى او بالقادم وذلك عبر مجموعه من التحركات التي تساعد في استرجاع الثقة التي باتت شبه مفقودة بالمتصدين من قبل المجتمع ومن أبرزه اليات بناء الثقة المجتمعية هي

ايمان افراد المجتمع بأن حقوقهم مصانه مما ينعكس على مراكز القوى السياسية والاقتصادية والمجتمعية مما يشكل دافعا نحو الإنتاج والنمو بما يصب في بناء نهضة المواطنة التي نحن الان بأمس الحاجة اليها من اجل النهوض بالواقع العراقي وعلى كافة الأصعدة وبالأخص الصعيدين السياسي والاقتصادي.

كذلك فان احترام المجتمع من قبل المتصدين يعد من شروط بناء الاستقرار المجتمعي والسلام الداخلي وهذا ينعكس بصورة إيجابية على الاستقرار السياسي وبالتالي تقبل المجتمع للنظام السياسي القائم.

 وعليه فان المجتمع العراقي لان يحتاج الى استعادة ثقته بالطبقة السياسية التي تعتلي رأس الهرم السياسي وهذا الامر بطبيعة الحال ينبغي الالتفات اليه من قبل المتصدين والعمل على انهاء الملفات التي تهز ثقة المجتمع بالنظام السياسي القائم ومن ثم إعادة مد جسور الثقة بينها وبين المجتمع وهنا بطبيعة الحال سيكون الانعكاس إيجابيا على المجتمع من الناحية النفسية والرفاهية وعلى المتصدين من ناحية الاستقرار في النظام السياسي والحفاظ على الامن القومي.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك