سرى العبيدي*
بالرغم من توحد العالم بأسره تحت وطأت جائحة فايروس كورونا المستجد وما ألت اليه من تدهورعلى كافة الاصعدة نرى تزايد حالات العنف الاسري الموجه للنساء تحديد بالعراق حيث اختلفت وتنوعت حالات العنف التي تتعرضت لها النساء في مرحلة الحجر الصحي المفروض على اغلبية سكان الكرة الارضية دون استثناء حيث تعطلت اغلب المؤسسات وبات الحجر المنزلي امر لامفر منه والتوتر من شبح الاصابة بالفايروس ٍ هاجسا يراود الجميع ,
ما أدى لتولد العنف داخل الاسرة العراقية التي تعتمد على مصدر رزقها وقوتها اليومي بنسبة 60%موزعين على مهن وحرف بالاجر اليومي من الكسبة واصحاب الدخل المحدود وبالتالي فقدت اي مدخولات مادية من شانها ان توفر لقمة العيش لعوائل اقل ماتكون مكونه من اربعة اشخاص فما فوق وبالتالي انعكس هذا الوضع على سلوكيات افراد الاسرة رجلا او أمراة مما ادى الى تفاقم الوضع لينعكس سلبا من خلال سلوكيات عنيفة اختلفت بين الاغتصاب والانتحار وتعنيف الاطفال واغلب حالات العنف لم يخبر عنها كوننا نعيش في مجتمع يخضع للعادات والتقاليد ويجبر المراة على التحمل والكتمان ومراعاة الاعراف والتقاليد , ففي محافظة كركوك تم إغتصاب امرأة من ذوي الإحتياجات الخاصة حيث تم نشر مقطع فديو يوثق الجاني يمارس فعلته الشنيعة معها وزميلا له يقوم بالتصوير كما شهدت حالة إعتداء زوجي وإنتحار امرأة جراء العنف الاسري و قيام امرأة بإشعال النار بنفسها في مدينة النجف وهي ترقد الان بمستشفى المدينة
هذا وقد اعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق عن قلقهم من إرتفاع وتيرة العنف الأسري في ظل جائحة الكوفيد مع نشر تقارير إعلامية عن العديد من حالات العنف هذه خلال الأسبوع المنصرم.ضد النساء والاطفال
كما دعت منظمات المجتمع المدني العراقية على الضرورة الملحة بالاسراع من قبل البرلمان العراقي بإقرار قانون مناهضة العنف الاسري وتجريم مرتكبي العنف الاسري والعنف القائم على النوع الإجتماعي.
وتنبت العديد من المنظمات حملات مدافعة وتوفير خدمات الخط الساخن والخدمات عبر الإنترنت الداعمة للناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي وتوفير الدعم النفسي عبر العيادات القانونية وإبقاء أبواب الملاذات الآمنة مفتوحة للنساء الهاربات من العنف
*سرى العبيدي /قسم الدراسات العليا جامعة بغداد
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha
