المقالات

جريمة محافظ كربلاء..!  

1236 2020-04-19

هادي جلو مرعي

 

يريد البعض القطيعة مع النظام السياسي، ونسفه بالكامل، ونقول: مافيش مانع، والي يقدر يعمل حاجة للنظام ويقتلعه من الجذور فليفعل، وماعلينا كمواطنين إلا أن نسلم بالأمر الواقع، ونعيش كما يريد لنا ذوي القدرة والنفوذ، لكن لابد من مراعاة الظروف الموضوعية التي تحيط بنا كمجتمع ودولة ومؤسسات، فإذا كانت هناك فرصة للإصلاح كان بها، وإلا فلابد من التصرف وفقا للقدرات والإمكانات التي تتيحها الوقائع والتطورات التي تسود في زمن، وتضمحل في آخر، وتتبدل وتتغير.

 أتذكر أحد (الرفاق البعثيين) وكان مدعوا على العشاء في قريتنا، وأخذ يتكلم حتى وصل معنا، ونحن ساهمون الى القول: لو أن هذا الحائط تجاوز بقول، او بفعل على السيد الرئيس لقتلته! وكنا نبعث إليه عبر الأمتار الفاصلة بيننا بإبتسامات خبيثة.

نحن نعيش تجارب مختلفة إذن، وصادمة، وليس كل من يعمل ضمن المنظومة السياسية هو شيطان مريد كما يشتهي البعض ممن يعارضون هذا النظام، ويروجون لفكرة الإقتلاع، ثم إن علينا أن نلبي حاجات الفقراء والمساكين والمقهورين الذين هم جزء من حالة المجتمع، وكل مجتمع، ونحاول توفير مستلزمات العيش الآمن لهم في ظل نوع من عدم القدرة التي يعاني منها النظام السياسي الحالي الذي يعيش حالة اللاتوازن، ويتهم بالفساد والتبعية والضياع الذي جعل فئات مجتمعية تثور عليه، وتطالب بتغييره.

الصحفي تيمور الشرهاني، وهو ناشط في التظاهرات قامت عليه قيامة ناشطين ومتظاهرين، وأظهروه كمن كفر، أو خرج عن الملة، وإستوجب العقاب بحز الرقبة، وتقطيع الأيدي والأرجل لأنه وجه مناشدة لمساعدة أسرة معدمة في كربلاء، وحصل أن إطلع المحافظ نصيف الخطابي على تلك المناشدة فرق قلبه لهذه الأسرة، وتحدث إليهم، وعمل على توفير سكن لهم، ومستلزمات طبية وغذائية، وكرسي متحرك لأحد المعاقين من أفرادها، ولكن الصحفي تيمور الشرهاني الذي نشر تلك المناشدة أتهم بخيانة المعارضة والتظاهرات، وهو منطق مخالف لضرورات الحياة، ومتطلبات العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والتداعيات الصعبة التي يعاني منها الناس، وليس هناك مايمنع من الرضا بماقام به المحافظ، وشكره على جزئية تقع ضمن واجبه، وليس هناك إجماع شعبي ووطني على إن المحافظ مجرم وكافر يجب مقاطعته، وعدم تقبل المساعدة منه، حتى صار الصحفي منبوذا، والمحافظ موعودا بالويل والثبور.

نصيحتي لصديقي تيمور ان يستمر في عمله وعطائه، وأن لايسمع للأصوات التي تتعالى دون أن تلامس واقع التغيير الحقيقي.

/////////////////

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك