المقالات

لماذا لم تفتي المرجعية الدينية في النجف الأشرف بالجهاد ضد الاحتلال الأمريكي في العراق [الحلقة الثانية]  

1817 2020-04-15

حيدر الطائي

 

·        المرجعية ودورها بين فترة سقوط النظام البعثي وبين فترة بدايات النظام الجديد.

 

منذ أن تسنم حزب البعث مقاليد الحكم في العراق امعن في زرع الخوف والحرمان والفقر والجوع وتكريس الطائفية والعرقية والعنصرية وهيمنة العوائل القروية على سائر المجتمع. واللعب في مقدرات الشعب العراقي وممارسة أقسى أنواع البطش والإرهاب فيه وإعدام خيرة العراقيين وقتل الأنفس والعلماء والمعارضين بشتى انواعهم وممارسة الدكتاتورية وكبت الحريات العامة وحبس الحقوق وإشاعة ثقافة الكراهيه وممارسة عمليات تهجير المواطنين.

وقد قام النظام البعثي المجرم بسابقة لم يكن لها مثيلاًفي تاريخ العراق الحديث. فغرس روح الكراهية بين أطياف المجتمع العراقي. فقصف المراقد المقدسة وفرض الحصار على العراق من قبل الأمم المتحدة على أثر غزو الكويت من قبل سياسات صدام وأخطائه وتبعاته.  وأدى الحصار إلى تدمير المقومات الاقتصادية للمجتمع العراقي. وأثّر الحصار أيضًا على الجانب الأخلاقي والنفسي لكل شرائح المجتمع مسببًا تفشي الجريمة والفساد الاجتماعي والإداري في أنحاء البلاد. وإطلاق النظام حملته الإيمانية في محاولة منه لإخفاء معاناة الشعب الذي كان يأن تحت وطأة المجاعة والفقر. وكانوا رواد جماعات هذه الحملة هم من العناصر التكفيرية والمنحرفة التي بثت أفكارها في صفوف المجتمع وتغيير قيمه الأخلاقية والدينية وتحولت هذه الجماعات إلى مجاميع إرهابية مسلحة مارست القتل والإجرام بحق الشعب العراقي وذلك بعد سقوط النظام البعثي

وكذلك أصبحت بعض من هذه الجماعات مرجعيات منحرفة وحركات متطرفة لازالت رواسبها سارية في المجتمع.

وقد عانت مؤسسة المرجعية أشد معانات من الحقبة الدكتاتورية الحاكمة ولم تسلم هي من بطشه لكن ظلت المرجعية الدينية محافظة على اصالتها وصمدت بوجه الأعاصير العاتية رغم القتل والاعدامات والحرب النفسية والاعتقالات التي تعرضت لها. حتى في أواخر الحكم الصدّامي وما يعانيه من ضعف في سنواته هذه وتوحد العالم على جبهة واحدة لأسقاطه لأنه أصبح مصدر قلق يعرض الأمن القومي العالمي للخطر. ولهذا كانت كل تداعيات النظام ومجازره وأعماله الوحشية أصبحت واضحة للمجتمع الدولي

وبات العراق وفق المعطيات أن يتخلص من هذا النظام

وهذا ما كانت تراه المرجعية وتتمنى إسقاطه وفق برنامج رسمي قانوني بإشراف من الأمم المتحدة وكانت نظرة المرجعية ابعد من ذلك حيثُ كانت راسمةً مشروع (حكم العراقيين لبلدهم) بدون تدخل من أي طرفٍ خارجي

فكانت مهمة إسقاط النظام وترك الحكم للعراقيين هي السائدة. ووقفت المرجعية كامل نشاطاتها حتى لا تكون ذريعة للنظام من أن يحسب أي ظاهرة على إنها إخلال بالأمن القومي العراقي. ومما يعرض كيان المرجعية للخطر ويكون الفراغ هو السائد بعد سقوط النظام وهذا مانجحت به المرجعية الدينية التي هي المؤسسة الوحيدة التي ظلت محافظة على كيانها. من الضياع والزوال ... يتبع...

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك