المقالات

سوالف العم شنيشل  


د.حيدر البرزنجي

 

بعد تكليف الكاظمي هل ينجح ؟ لن ينجح ؟ بل ينجح .

- أم مرضعة لطفل رضيع

- عن معايير النجاح والفشل

24 ساعة ،أكثر من كافية ، لتظهر آلاف التحليلات والآراء ،تدور بمجملها حول سؤال محوري : هل ينجح ؟ مرفقة بصيغة أخرى (نريده ؟ لامنريده)

يذكر وضع الرجل ،بتلك الأهزوجة (جا خاله ملتمات – كلجن على اهواي - جبته برفيف العين ومرادف اجلاي ) فقد جاء الكاظمي بعد صراخ وغضب ومرفوض ومقروض ،كان حريّاً باعادة النظر في زوايا أخرى، لكن الوضع مازال على ماهو عليه .

وكالعادة ، ظهر (التطرف ) سيد الموقف ، المتأملون بنجاح ولو محدود ،بدأوا بتوجيه النصائح : اعمل كذا وتجنب كذا ، ودير بالك من كذا ، وجماعة (ماكو فايدة) استمروا بالردح : ضاع العراق ،انباع العراق - أما جماعة ووهان الثورية ، فهوسوا : مرفوض من الشعب - اليوصل حدنا نكص ايده .

بعيداً عن نفثات الغضب المغموس بالسخرية : كيف ينجح ؟ ولماذا يفشل ؟؟

لاداعي للكثير من التفكير ،ولايشترط ان تكون باحثاً في أي علم ،كي تجد الإجابة : لن ((ينجح)) حتى لو أتى بكل آلهة السماء وأنبياء الأرض للوقوف معه ، لماذا ؟

لأن الدولة التي ترسخت بأذهان الناس ،بعد عقود من الظلم ،وسنوات من التشوّه والضخ ،عليها أن تسير وفق تركيبة : أم مرضعة وطفل رضيع .

وهذا التصوّر بات معياراً للنجاح والفشل ، ولأنه خارج التحقق ، كمن يريد من السمكة أن تتسلق الشجرة ، لذا لن تنجح السمكة ،ولن يشبع الوليد ، فالدولة ليست أم مرضعة ، ولن تستطيع حتى لو ارادت .

وظيفة حكومية – راتب جيد – بيت وسيارة – خدمات كاملة – استشفاء مضمون ومتطور - تعليم مجاني من الابتدائية حتى الجامعة – حارس لكل باب – خادم لكل بيت – رفاهية لكل مواطن .

تلك هي باختصار واجبات الدولة الرومانسية تجاه مواطنيها ، كما تصورناها ، بعد سقوط الدولة الكابوسية .

ولأن مهمة الدولة الأساس : إدارة نشاط المجتمع ضمن قوانين ارتضاها المجتمع ،ولمدة محددة ضمن دستور وافق عليه المجتمع بالتصويت ، ولأن تلك هي التراتبية التي تفسح في المجال أمام تطور الدولة بكل أركانها (سلطة – وأرض – ومجتمع – وارادة) لذا لايمكن النجاح خارج هذه السياقات ،بصرف النظر عن شخص المكلف بالحكم ، انها دورة كاملة : المواطن يدفع ثمن مايتلقاه من خدمات ، من موارد عمل ترعاه الدولة ، - والدولة تقبض ثمن ماتقدمه من خدمات ، لمواطن تضمن الدولة حماية نشاطه ، ويضمن من جانبه دفع مايتوجب عليه .

النجاح يبدأ من تصحيح المفاهيم أولاً ،وليس من تبديل الشخوص وحسب ، فلا الدولة أمّ مرضعة ،ولا المواطن طفل رضيع ، بل مدير عمل ، يفرض النظام ويحرص على حسن الأداء ،بدءاً بنفسه .

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك