المقالات

وعاظ مفاسد المحاصصة بينهم ( كامخ) !


مازن صاحب

 

في برنامج ( قل ولا تقل) للمرحوم العلامة مصطفى جواد ذكر طريفة على طريقته في ترجمة كلمة ( همبركر) الى اللغة العربية الفصحى من قبل مجمع علمي في أحد الدول العربية .. فكان نص الترجمة (شاطر ومشطور وبينهما كامخ)!!!

فتعجب مصطفى جواد من هذه الترجمة وكيف يمكن تطبيقها في دكاكين بيع الهمبركر وما سيكون رد فعل الناس على ذلك الذي يتحدث بمثل هذه الجملة لطلب  شطيرة همبركر !!

اليوم هناك العديد من نماذج وعاظ مفاسد المحاصصة تحاول ترجمة خلافات الاحزاب المتصدية للسلطة وبقاء الدولة بلا موازنة .. وهي تواجه تحديات الأسوأ في ازمات وبائية واقتصادية متفاقمة من دون ان تتوقف عند دعوات المرجعية الدينية العليا التي بح صوتها بالنصائح والارشاد ... ومن دون ان تكون دماء المتظاهرين برقبة من لم يحققوا حتى الآن بالجهة المسؤولة عن تلك الجرائم ويقدمون للمحاكمة العادلة .. ومن دون النظر الى فقراء العراق وهم حسب أرقام الجهاز المركزي للاحصاء بحدود سبعة ملايين عراقيا وحسب أرقام صندوق النقد الدولي يتجاوز العشرة مليون عراقيا .

ويحاولون ترويح ذات معاني مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية التي حولت العراق إلى ساحة تصفية حسابات فيما مطلوب الالتفات لهموم ومشاكل اكثر أهمية فقد قيل في الاثر ( ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع) لكن هذا الانغلاق الاعلامي بالترويج الفج لمفاسد المحاصصة واحزابها  واشاعة نموذجا متجددا من الجهل المجتمعي وربط كل اخفاقات هذه الاحزاب بمسميات مختلفة ..منها ما يرتبط بالمذهب وهو براء من افتراءاتهم .. ومنها ما يرتبط باجندات الاحزاب المتصدية للسلطة وتوزيع حصة غذائية للاسر المتعففة مصحوبة بصور قياداتهم .. ما يعيد للاذهان حالة  الترويج الاعلامي الانتخابي ... فهؤلاء وعاظ مفاسد المحاصصة يروجون فشل احزابهم بذات النموذج الفج لترجمة كلمة ( همبركر) بالطريقة التي رفضها مصطفى جواد رحمه الله .

والانكى من ذلك أن الكثير ممن يرجون لمفاسد المحاصصة يعترفون في محادثاتهم على مجاميع الواتساب بأن جميع المرشحين تنطبق عليهم ما ذكره السيد عادل عبد المهدي في مقالته ( الاعتذار لعدم توفر الشروط) والتي حدد فيها الشروط المفترض توفرها أمام أي مرشح للخروج بالعراق من حافة الهاوية إلى نموذج متجدد لإدارة مخاطر الأزمات وحكومة انتقالية بأقل الخسائر.

معضلة كل ما تقدم أن الكثير من النخب والكفاءات الأكاديمية والمثقفة تتفاعل في هذا النموذج الفج من التضليل للراي العام .. ممكن قبول من يروج لأسباب حزبية يؤمن بها لكن ارتباط مصالح البعض مع الحكومة العميقة والخوف من سلاحها المنفلت جعل الراي العام العراقي أمام أكبر تضليل وتضارب مصالح .. السؤال في حالة تكرار الفشل الذريع لهذا النموذج القبيح لمفاسد المحاصصة .. كيف سيكون موقف وعاظها .. وكيف سيفهم الجمهور ( شاطر ومشطور وبينهما كامخ) !

ــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك