المقالات

قريبا سينتهي كورونا

1342 2020-04-08

هادي جلو مرعي

 

قريبا سينتهي كورونا، وتعود الشوارع لتمتليء بالبشر، وتضج الساحات بهم، ويعود اللصوص ليسرقوا ماقدروا عليه ليرفعوا عدد البؤساء والجياع في عالمنا، وسيعود الناس الى الأسواق ليشتروا مامكنتهم نقودهم منه، وسيجلس كثر على عتبات البيوت ليسبوا هذا، ويلعنوا ذاك، وسيعود الذين خافوا الله فترة الوباء ليتحولوا شجعانا جسورين لايؤمنون به كما يستحق، ولايخافونه كما هو القوي المتجبر، وسيعود الناس الى الحيلة والمكر والدهاء والكذب والخيانة والسرقة والرياء والضغينة والحقد والغدر والتكبر والتجبر والعنف والتقوي والرذيلة والزنا، ومعاقرة كل خبيث، وسيكون لهم أن يفعلوا ماشاءوا. فزمن الخوف من الوحش الصغير قد إنتهى، وعادت القلوب متحجرة، والنفوس أمارة كما كانت، والضمائر معطلة، والعقول متبلدة، لارجاء منها.

قريبا سينتهي كورونا، ويعود الناس الى لهاثهم القديم، وجريهم خلف سراب الحياة الذي يتوهمونه ماءا وهو سراب، ويظنونه حياة لاتبلى، وهو زائل لابقاء له لأنه عابر كما هو كل موجود. فالوجود الكامل لله الذي لايتغير، ولايتبدل، ولايتحول لأنه الله رب الأرباب، وسيد السادات.

إبتسمت بطريقة ساخرة لكن حزنا كان يحتوشني وأنا أتابع قناة فرنسية تبث حوارا مع مجموعة من الشبان والبالغين العرب يعيشون في مختلف البلدان. بعضهم متزوج (مثيله) وبعضهم يدافع عن المثليين، والأدهى إن رجل دين يعقد قران شابة مسلمة على اخرى مسلمة قررتا الزواج في المسجد، وبحضور إصدقاء لهما من الجنسين، ورجل الدين المسلم يدعى (محمد) وهو ملتح، ويضع بيده نسخة من القرآن الكريم، ويبارك لهما الزواج بينما يتلو (كهيعص) وهما فرحتان، وفي الأثناء تذيع القنوات الأوربية أخبارا مخيفة عن مليون مصاب بكورونا، بينما عدد الوفيات يقترب من الخمسين ألف ضحية في فرنسا وأسبانيا وأمريكا وإيطاليا، وبدلا من الرجوع عن هذه الرذائل يصر هولاء عليها، فكأنهم مصرون على الخطيئة والرذيلة، وكأنهم لم يكتفوا بكل البلاءات التي تصيب العالم، فيخالفون الطبيعة، ويأتون بمبررات واهية بائسة لاتصمد امام الدليل والمنطق، وكأن مهمتهم تخريب الحياة، ونشر الفوضى في الأرض غير عابئين بنظام، وغير مهتمين لحياة لها طبيعتها وقوانينها ونظامها، وكلما سألت احدهم عن سلوكه المنحرف رد عليك بكلمات تلائم إنحرافه ورغباته وشهواته، ثم يقول: إنها حرية، وإننا نصبا انفسنا مكان الله، وإننا نتجاوز على حريات الناس وخصوصياتهم.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك