المقالات

قصة العراق

932 2020-04-05

هادي جلو مرعي

 

دعك من الشرفاء سواء كانوا من أصحاب المناصب العليا والوجاهة في المجتمع، أو من عامة الناس. فهم لايهشون ولاينشون، ولاقيمة لهم في بلد يحكمه، ويتصدر المشهد فيه صنفان من الناس هم العملاء واللصوص.

والعميل الذي يرتضي لنفسه أن يكون موظفا لحساب دولة أخرى تحت أي عنوان، وعلى حساب وطنه وشعبه من السهل أن يكون لصا! فالعمالة أخطر من السرقة. واللص الذي إرتضى أن يسرق من أفواه الجياع سهل عليه أن يكون عميلا، وقد جمع المتسلطون في العرلق السيئتين معا، العمالة، واللصوصية في مشهد لم ير له مثيل عبر تاريخ البشرية. وإلا فكيف يمكن أن نتحمل وقع هذه السرقات الكبرى، وفي وزارة واحدة تجد إن مبالغ السرقات تصل الى 40 مليارا من الدنانير، وفي مرة سرقت موظفة بسيطة مبلغا قدره 17 مليار دينار، وفي كل وزارة قصة، ولكل مسؤول رفيع قصته، وحتى الذين يبيعون علينا الشرف نحن نعلم إنهم وظفوا نساءا لهم، وأولادا وموظفين وأقارب ليسجلوا السرقات والعمارات والشركات والمليارات بأسمائهم، ونحن نعلم إن تلك السرقات تتحول الى إستثمارات وعقارات في دول عربية وإقليمية، ودول أبعد، وإن بعض المسؤولين والمسؤولات يحضرون أنفسهم للهرب، وإن بعض المسؤولين والمسؤولات لهم علاقات متشابكة محلية وخارجية، وإن مافيا اللصوصية جمعت (حثالات السنة بحثالات الشيعة) بحثالات قوميات وأديان أخرى إجتمعوا على تشكيل مافيات سياسية وحزبية، وبعناوين طائفية وقومية وعشائرية لنهب الدولة التي لايؤمنون بمستقبل لها، وهم يحتقرون الشعب العراقي، ويعدونه حشرات، ويتصرفون مع الشعب بهذه الطريقة التي أورثتها لهم أنظمة حكم تعاقبت على هذا الوطن المنكوب، وليعلم كل عراقي، وليأخذها مني حكمة للتاريخ: ان كل نظام يزول فإنه يورثها لنظام أسوا منه لأن مادة كل نظام هي ذات الطينة البشرية الوسخة، حتى إننا قسمنا الى صنفين، لصوص وقتلة، أو عوام معذبين، وكثير منا عبيد لأشخاص ولأحزاب ولأفكار بالية نحشر معهم في النار في الآخرة ونشاركهم الجريمة في الدنيا وليت إننا نسرق كما يسرقون او نتمتع كما يتمتعون.

صار على كل عراقي أن يفهم إن هذا البلد لايراد له أن يقوم، والحكمة الثانية تقول: إن على كل عراقي يرى في نفسه الشرف والعفة ونظافة اليد أن يتعايش مع شرور هذا البلد، ويتمثل بالحيوانات والنباتات والبكتريا التي تتأقلم مع المناخ، فتتعايش مع الحر والعطش، أو البرد، أفلاترون أفاع وعقارب وحيوانات ونباتات تعيش في رمل الصحراء بلاطعام ولاماء، فتعلموا منها.

والشاعر الماهر يقول

ومن يهن يسهل الهوان عليه

مالجرح بميت إيلام

فالهوان صار طبعا في مجتمع قبل بالهوان منذ قرون، وصار طيعا لكل جبار عنيد ولص مريد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك