المقالات

توبي يانيويورك

1237 2020-04-02

هادي جلو مرعي

 

كانت ساحة تايم سكوير خالية من المارة، ومن السيارات، وكانت الأضواء مبهرة، ولوحات الإعلان تشير الى حياة مستمرة على الشاشات فقط. فقد توقف كل شيء، أو يكاد بإستثناء الطعام والشراب والدواء، ومايؤمن دوام الحياة المهددة بالفناء بسبب فيروس كورونا الصغير، بينما البنايات الشاهقة وكأنها لاتعي مايجري. وحده الرجل الشاب الأبيض يصرخ عاليا: توبي يانيويورك، توبي يانيويورك.

في الهند كان الآلاف من المريدين يجلسون في الساحات المتصلة بالمعابد الهندوسية يرددون الأدعية والتلاوات المعروفة عند أتباع تلك الديانة القديمة، يطلبون الخلاص والرحمة والشفاء من الوباء اللعين، وفي كنائس ومساجد المسلمين والمسيحيين واليهود، وفي كل معابد الأرض المشيدة لتمثل الرب، وطريقة عبادة خاصة، الجميع صاروا قريبين من محراب التوبة والصلاة والتعلق بأمل ما يأتيهم من مسجد، أو كنيسة، أو معبد، أو من رجل عارف، فالحياة تلهي الناس عن النهايات، وعن الحقيقة التي سيواجهونها نهاية الأمر عندما يجدون انفسهم وجها لوجه مع الرب ليحاسبهم على خطاياهم، ويتقبل الناس ذلك الآلهاء، ويندمجون معه، ولكن وفجأة تأتيهم الصفعة. صفعة كورونا التي أخلت شوارع الكوكب، وعزلت البشر عن بعضهم، وحجرت على المليارات، وأوقفت الطيران والسفن والسيارات، وجعلت السماء والأرض والبحار خالية من الأجسام التي كانت معتادة أن تخوض فيه متجهة الى آلاف الأمكنة في الجهات الأربع، وصار الناس في مواجهة خطر المرض المعدي، والموت الزؤام.

الرجل الذي يجول في ساحة تايم سكوير يتهم كما يتهم غيره في مثل هذه الظروف بالتخلف والجنون والجهل والشعوذة، ولكن لابد من التوقف عند نقاط مهمة تتعلق بسلوك البشر وإنحرافهم عن الأخلاق والسلوكيات القويمة، وإصرارهم على الأخطاء والجشع، والبحث عن الأموال والمناصب والمتع الزائلة التي يتقاتل بسببها الناس، ويكادون يفنون أنفسهم بالحروب والصراعات والجشع الذي لاينتهي، ويرسم للبشرية المستقبل الموبوء بالخوف والرعب.

في كل الأحوال فالبشر بالفعل قد تحولوا الى وحوش كاسرة تنهش الأجساد الضعيفة، وتحيلها الى أجسام ممزقة منهوبة لم تعد فيها حياة، وهو أمر لايمكن تجاهله، ويختلف الناس في شرح مايجري، أهو غضب من الرب، أم هي طبيعة 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك