المقالات

الخليفيون.. واضح عيهم وفاضح غيهم


حامد البياتي

 

يفجر شاعر الحداثة السوري علي احمد سعيد المعروف بادونيس براكينه الشعرية على السياسة الامريكية في قصيدته التي امضى شهورا في كتابتها والمعنونة ( قبر من اجل نيويورك ) حيث يتهكم لاذعا بتمثال ( الحرية )، والتي ننقل منها؛

نيويورك حضارة باربع ارجل، كل جهة قتل، وطريق الى القتل، وفي المسافات انين غرقى٠

نيويورك امرأة، تمثال امرأة، في يد ترفع خرقة يسميها الحرية، ورق نسميه التاريخ، وفي يد تخنق طفلة اسمها الارض٠

تفتتي ياتماثيل الحرية، ايتها المسامير المغروسة في الصدور

نيويورك + نيويورك = القبر او شئ يجئ من القبر

نيويورك الصخرة التي تتدحرج

فوق جبين العالم٠

اذ يفتح ملفات كثيره من تاريخها الدراكولي ، والتي تحمل في اعماقها الظلام، وشعارها الاستعلاء واستعباد الاخرين والزنوج البؤساء والاطفال الجوعى الذين ينبشون المزابل بحثا عن لقمة الخبز٠

وفي رأي له، ان امريكا القاتلة التي استأصلت شعوب الهنود الحمر لا يمكن ان تكون ديمقراطية، او تعمم الديمقراطية، هي تكذب لانها تتحالف مع الد اعداء الديمقراطية وهي السعودية الوحشية٠

لذا فالرجل حجبت عنه جائزة نوبل للاداب بالرغم من كيميائية الفاظه وعذوبة تراكيبه وديباجيته الانسانية التي عبرت الاتجاهات والحدود، لذا وصف من قبل النقاد بانه مواطن عالمي، والتي سلمت  الى نجيب محفوظ الماسوني المنبطح اسرائيليا وكامب دفيديا٠

لكن اودنيس اول اديب مسلم نال جائزة غوته الالمانية المرموقة باعتباره من اهم شعراء العرب٠

وال خليفة، الاراذل، الذين ارتضوا ان يكونوا ذيلا رخيصا لال سعود، سعوا لجعل البحرين الكبيرة، الثرية بارضها وبتاريخها، وبشهدائها وسياسيها ومفكريها، جبلاية لقرود صفقة القرن المشؤومة ومنصة للتطبيع مع الكيان الغاصب رياضيا وتجاريا وثقافيا، وضيعة فقيرة ومعدمة تلحق بالفناء الخلفي لكثبان نجد، لتعربد بها قوات درع الجزيرة الخليجية السعودية الاماراتية الحاقدة والحاصدة لحركة البحرانيين السلمية الحقوقية المطلبية الشرعية والتي ابتدات منذ ان زحف عليها مغول الزبارة ( ال خليفة ) في عام ١٧٨٢بادعاء ساذج وبغيض وهو تحريرها من الروافض والذي حسبوه فتحا مبينا، الا انهم ومع كل ماشحذوا من مخالب وانياب عجزوا عن ايقاف هذا الحراك الذي ازداد عنفوانا وثباتا وخصوصا بعد الاستقلال الصوري للبحرين في عام ١٩٧١م٠

ان ٧٥/: وعلى اقل تقدير هي النسبة الشيعية من نفوس البحرين التي تتجاوز ١،٣ مليون والتي يتحكم فيها البيت الخليفي الذي ينتمي الى قبيلة العتوب، لذا فتح التجنيس السياسي امام موزائيك من المذهب السني، وكانت الحصة الكبيرة لبلوش پاكستان وايران وهم الحاضنة التي انطلقت منها حركة طالبان، الغدة الارهابية المصنعة امريكا والممولة وهابيا، من اجل تغيير الديموغرافية السكانية وتعديل توازنها، واما في مجال المخابرات وقطاع الامن فقد تم الاستعانة بفلول وايتام النظام البعثي، ذوي الحرفية العالية في التعذيب والتنكيل وسلخ الجلود لانتزاع الاعترافات الكاذبة، من اجل كسر همة الاحتجاج وعزيمته والتي لاتقهر ابدا، وفي الحياة العامة، فان خريجي الجامعات والكفاءات والمهنيين من البحرانيين يعانون من قساوة البطالة وضيق الفرص في العمل، لان الاجنبي المرتزق يفضل  عليهم في سوق الوظائف وفي مختلف سلالمها٠

عرف النظام بساديته وطائفيته طيلة الاعوام التي جثم فيها على صدر المملكة، وقد تضاعفت طائفيته المريضة مع المواطنيين الذين كانوا في زيارة لايران لغرض العلاج او لاجراء العمليات الصحية او التجميلية او للاستجمام والعبادة، وقد داهمتهم الكرونا بفيروساتها القاتلة واحاطت بهم، وبداءت تاكل منهم، وقد مضى على وجودهم المهدد، اسابيع، وهم يناشدون الحكومة بتهيئة طيران خاص بعد ان اغلقت المطارات بوجه الملاحة الجوية الايرانية، وقد سارعت بقية الدول كالامارات وقطر وعمان والكويت باجلاء رعاياها خشية ان يصابوا بالداء والوباء، باستثناء حكومة المنامة التي لم ترف جفنا ولم تبدي اي مسؤولية وطنية او عاطفية مع العالقين وبحجة واهية تخفي ورائها روحا عنصرية، من كونهم اصبحوا بؤر تفشي الوباء اذا رجعوا، وفي نفس الوقت فانها لم تفرج عن المعتقلين السياسين والمتظاهرين القابعين في زنزانات سيئة وغير صحية وقد مات منهم بفعل التعذيب وبفعل الفايروس الذي انتشر في اوساطهم لان منهم يعانون من امراض مزمنة كالسكر والسرطان وغيرها٠

كان الاجدر في مثل هذه الظروف الاستثنائية ان تتخلى الحكومة ولو قليلا عن شيطنتها وتغولها الطائفي والعنصري، فالفايروس الذي جعل العالم عموده وافقه في مركب ومصير واحد وهو يواجه بعولمته الصحية والطبية عولمة المرض وفتكه، الا المسخ من ال خليفة الذين يغردون خارج السرب الانساني٠

ان عصابة الزباريين ستحضى بنفس الخاتمة لتؤامتها مافيا تكريت، لان لدماء الشهداء اثمانا عند بارئها الذي يرثها ويثأر لها من سافكيها، العتاة العصاة المعاتيه٠

قال تعالى في محكم كتابه المجيد ( واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل )٠

صدق الله العليي العظيم٠

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك