المقالات

الجائحة وسيناريوهات المستقبل


 د.علي العمار

 

   هل الانسانية المفقودة والتجبر العالمي والتحلل الاخلاقي والعولمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ستتأثر وتؤثرعلى مستقبل العالم ازاء تلقيه جائحة الكورونا....؟؟

كثير من الاحداث والوقائع مجتمعة نجد انها بدات مستجداتها تظهر واضحة للعيان وسريعة متناغمة مع سرعة عصر الفضائيات والإتصالات فلم يعد سرا من يقود العالم وكيف يقود؟ ولم يعد سرا سرعة تفشي الكارثة ' وكيف انهارت القيم الاخلاقية القائمة على الاستغلال للموارد البشرية والمادية وكيف اظهرت واستظهرت معها معادن الشعوب في تصديها للازمات كما اظهرت الكثير من الفساد والاستبداد وفضحت الكثير من الازدراء والزيف الاخلاقي لمن يقود شعوب العالم فلم يعد ذلك الامر الوجداني موجودا والذي لم يتعدى حدود الدولة الواحدة او المنطقة الواحدة وحتى بحدود الحي السكني ...ان لم نقل اقل من ذلك فالكل وكما هو حال الذي يقول دعني افكر بنفسي دون الاخر تشبثا بالحياة.... !!!!

هذا الامر ربما سيكون مؤشر لانهيار الامبراطوريات ولابد ان تظهر مناطق واسس واحكام جديدة ...فربما دولة بسعة مثل الصين او روسيا وكذلك امريكا وحتى على مستوى دول اوربية وشرق اوسطية ربما ستتعرض للقضم والاستقلالية المكانية لانها باتت فيها هناك مناطق ساخنة بكل المقاييس كما الحال في (نيويورك او اقليم شمال ايطاليا) مناطق انهيار متسارعة في معايير الجودة وبمختلف أنواعها ' ومناطق اخرى ستكون بمامن عن غيرها كما الحال في دول كفلندا ' مثلا وبما يجعل من هذا التفكير قائم وحتمي لظهور بمايسمى باقاليم الخدمات الصحية عالية الجودة امر قائم لعالم لمابعد اليوم... .

نعم انها الجائحة الاخلاقية وليس الصحية فحسب قد وحدت المشاعر الانسانية نحو هدف واحد يتعلق الأمرالاهم فيها بكيفية ايجاد الحلول السريعة والناجعة والمطلوبة للعلاج....والعبور نحو بر الأمان..

ولكن كذلك اظهرت ان عصر القوة العسكرية والهيمنة سوف لم ولن يكون له الاستمرار او ان يجدي نفعا في ذلك الامر ب من الإنفاق المتفاقم وغير المدروس واللهاث وراء الاستعمار الجديد للدول المنهوبة داخليا وخارجيا...

فالشعوب لابد لها ان تقف وتحاسب اجلا ام عاجلا القائمين على ادارة شؤونهم وآن لها ان تقارن بين قيمة توفير كمامة او ماسك لاتستطيع ادارات اعتى الدول من توفيرها وبين قيمة ارسال البارجات بالالاف الاميال خارج حدودها !!!!

' ودون ذلك وغيره سيمهد الطريق نحو ولوج قطاعات اخرى للقمة مثل قطاعات الخدمات التعليمية والصحية والاتصالات فهي الان ومستقبلا لابد ان تكون هي الرائدة و الاهم لأمن وسلامة الانسان اينما وجد و اريد له ان يعيش ويتعايش بسلام مع فداحة الامور ... على هذا الكون وكما ساهمت الاحداث المتسارعة وستساهم تاكيدا في تبؤا قطاعات جديدة للريادة وانهيار اخرى....نحو التقهقر كقطاعات التسليح او الفضاء او الامتاع الرخيص....!!!

هذه الأمور وغيرها لم يكن لها ان تستظهر وتظهر دون ولوج العالم في هذا النفق المظلم من الازمة الصحية الخانقة .....عالمية الانتشار...ليعيد نفسه نحو جادة الصواب ...

فعقود من المؤون والمعدات عالية الدقة والذكاء الموجه للاستعلاء ومليارات الدولارات لسباق التسلح غربا وشرقا والتي ساهمت بعضها في تحقيق التفوق لتغيير العالم نحو هدف الهيمنة والقوة لتفتيت المجتمعات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واعلاميا باتجاه جدولتها وعولمتها نحو التبعية ' رغم كل ذلك لم تستطع ان تصمد امام هذه الجائحة .....!!!

فكما اظهرت الكثير من الوجوه قبيحة الفعل والتنمر فقد اظهرت معها الكثير من الوجوه البارزة في الانسانية...ممن تتسابق الانباء على ذكر اكتشافاتهم للعقار المضاد للفايروس.

وكذا الحال فلم تعد اسماء وصور المشاهير في قطاعات الاغراء والفن والرياضة والسياسة ...اكثر تداولا منها لاسماء ومهن انسانية في الصحة والدفاع المدني ..

وكذا الحال فلم تعد اقتصادات دول ودويلات وامارات الاغنتناء والترفيه والتصنيع المرفه ممن يمتهنون حرق الغازات والطاقة الملوثة ..وبيعها بابخس الاسعار سيكونون اكثر غناء منها..... فالازمة الاقتصادية  من انكماش  وركود  قادمة لا محالة....وستكون خطيرة ومزمنة....

للتذكير ...تاريخيا بعد كل ازمة عصيبة يمر بها هذا العالم لابد من الإستعداد لحدوث التغيير والذي نتمنى ان يكون خيرا للبشرية....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك