المقالات

الضربة الاميركية ....مبررات واهية ونتائج كارثية !!


محمد حسن الساعدي

 

تناولت وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والدولية الضربة الانكلومريكية على العراق قبل أيام ، حيث تباينت ردود الافعال بين مرحب لهذه الضربة واعتبرها استهداف لأذرع أيران في العراق ، فيما يراها البعض الآخر تجاوز على السيادة العراقية، وضرب لهيبة الدولة ومحاولة لإعادة عقارب الساعة لـ 2003 وحكم الولايات المتحدة للبلاد ، وهو الامر الذي يعد فعلاً استهداف للعملية السياسية في البلاد، وعلى الرغم أن الجميع متفق ان هناك كلفات فساد خطيرة ، ومافيات فساد كبيرة تحكم البلاد، وهو امر يعده الاغلب هو الاخر احتلال وسرقة لأموال البلاد والشعب العراقي ، ولكن على الرغم من كل ذلك ما زال هناك من يعتقد ان هذا الجزء ينبغي أن تقف الحكومة العراقية لتعلن موقفها الموحد ضد هكذا تجاوز على السيادة الوطنية، وضرب العملية السياسية برمتها، الى جانب كون مثل هذه الضربات تفتح الباب واسعاً امام تصعيد امني آخر قد لا يكون مسيطر عليه مستقبلا خصوصا مع محدودية سلطة الحكومة كونها " حكومة تصريف أعمال" ولا تمتلك القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية كما أن عملية قتل العسكريين الاميركيين والبريطاني اعطت مبرراً للولايات المتحدة القيام بهذه العملية ضد مواقع الجيش العراقي والشرطة الاتحادية الى جانب قصفها لمطار كربلاء المدني " قيد الانشاء" مما ينذر أن طبيعة المواجهة المقبلة لن تكون ضربة امام ضربة ، لان الحشد الشعبي أمسى مؤسسة عسكرية خاضعة للدولة العراقية ، ويحمل علم العراق الرسمي ويعمل تحت رايته .

أن سقف المواجهة وأن أحتدم سوف لن يتعدى الضربات الخفيفة بين الطرفين، كونهما يدركان حجم خطورة التصعيد في العراق ، الى جانب حجم الخسائر في الارواح والممتلكات ، ودون الحاق الخسائر الكبيرة بجنود الجيش الامريكي في المعسكرات التي بداخل البلاد، وإذا ما علمنا أن هذه القوات هي تحت نظر ومرمى الحشد الشعبي والصواريخ ، لذلك لن تسعى الولايات المتحدة لأي تصعيد، وسيبقى الوضع تحت السيطرة تماماً ، خصوصاً وأن واشنطن مدركة أن تجربتها في أفغانستان كانت فاشلة ، ولن تعيد تكرارها في العراق ، والتي حاولت فيها تصفية القيادات العسكرية التي تقاتل ضدها، ما أدخلها في مواجهة مفتوحة على كافة الاحتمالات ، كما ان عملية اغتيال سليماني والمهندس هي الاخرى أدت الى تصاعد التوتر وزيادة حدة النزاع بين طرفيهما (أيران – أمريكا) لأنها أدخلت المنطقة عموماً في دوامة النزاع وعدم الاستقرار لربما لسنوات قادمة ، مع احتمال أن يخرج هذا النزاع عن السيطرة ، ما سيؤدي بالنتيجة الى زيادة الاحتقان في البلاد وينذر لربما بعراق جديد يكون فيتنام ثاني .

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك