المقالات

كورونا والمتنبي

1722 2020-03-15

حمزة مصطفى

 

أصيب قبل أزيد من الف عام شاعر العربية الفذ أبوالطيب المتنبي بـ "نشلة خفيفة" فأصيب الشعر العربي بالحمّى. الزائرة الخجولة التي إشتكى منها أبو الطيب  "وزائرتي كأن بها حياء فليس تزور الإ في الظلام" خلعت في زماننا كل الأقنعة فالبستها إيانا. الكمامات وحدت العالم  شرقا وغربا من تشي جينغ الى ترمب, ومن ميركل الى ماكرون مرورا ببوريس جونسون. كورونا غيرت قواعد المصافحة لا الإشتباك فقط. الصينيون موطن الداء بالأقدام, والأميركيون المتهمون بالمؤامرة بـ "الكوع". أما نحن فضائعون بين الخوف  والفشلة. الخوف من هذا الزائر المتوحش الذي لايخجل حتى لو بذلنا له "المطارف والحشايا" على "كولة" المتنبي ليستوطن  في الرئة لا في العظام المقدور على علاجها. اما "الفشلة" فمن  موروث ثقيل حافل بكل أنواع المصافحات, باليد وهو الأهون, والكتف وهو الأعنف مرورا بالفم لمن يريد "يطوخ" بالمجاملة أو الخشم ومقرونة بكل مفردات التحبب على شاكلة "شلونك. شلونك بعد. بعد شلونك. العائلة شلونها. الجهال شلونهم. المرة شلونها. الوالد شلونه, بعد شلونه".

ماذا لو كان المتنبي بيننا الان ونحن نعيش كل  هذا الهلع؟ ماذا لو كان معنا في العزيمة وصافح محمد العبدلي بدلا من سيف الدولة الحمداني؟ هل يخجل من قصيدته وهو يخاطب "نشلته" بكل أنواع التذلل والتحبب من قبيل "أبنت الدهر عندي كل بنت .. فكيف وصلت أنت من الزحام". هل تعرف افلوانزا المتنبي أن لديه مشكلة مع كافور؟ بالمناسبة هل وقف القرن الرابع الهجري عاجزا عن تمليك شاعر بحجم المتنبي "وصلة كاع" يعلن نفسه عليها أميرا أو ربما ملكا؟ هل يعيد تركيب القصيدة التي كتبها في عالم مفتوح وقتذاك بلا حدود وبلا حجر صحي وهو يستعد لمغادرة مصر مع ناقته التي أبى الإ أن يشكك في ولائها له في بيت هو واحد من أجمل ما سطره هذا الشاعر العظيم "شيم الليالي أن تشكك ناقتي .. صدري بها أفضى أم البيداء؟".

ما الذي يمكن أن يعيد المتنبي تركيبه من تلك القصيدة التي تمثل أول هجائية للأنفلونزا في وقته قبل أن تتطور في زماننا الى الطيور والخنازير وكورونا أو "كوفيد 19". ماذا يمكن أن يقول بديلا لهذا البيت "إذا مافارقتني غسلتني.. كإنا عاكفان على حرام". تعال وشوف يا أبا محسد ماذا حل بنا. اه لوتعرف أن كورونا منعت حتى الحلال. "مصافحة ماكو, لمس ماكو, قبل ماكو, ماكو قبل ماكو كورونا". لو جئتنا يا شاعرنا الذي نفاخر به الأمم لوجدت  "حال الضيم حالنا" في وقت تبدو "نشتلك" رومانسية بحيث تغتسلان معا عند كل مواجهة ليليلة خصوصا إذا كانت في العظام.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك