المقالات

إصبع على الجرح...من بين هواجس الخوف


منهل عبد الأمير المرشدي

 

مثلما تلا شت ذكرياتنا إثر ابتلائات الزمن الغابر وتداعيات الزمن الحاضر ومثلما  تناثرت آمالنا محض اضغاث احلام لا اكثر تحت وطأة الخوف من القادم والتوجس من المجهول ..

 مثلما استوطنت اهاتنا بين الضلوع في جوانح الوجدان وخلجات النفس حيثما ينبغي ان تكون ابتسامة تنبع من وجدان الذات المثقل بخوف يؤطر مفرداتنا ويستعمر صدى افراحنا ويحاصرنا  بجدران الرعب واسلاك الصمت القابع خلف احزمة الجهل وبهائم الموت الآتي من ظلام العقول الداجنة وعقول سقيمة . 

مثلما صرنا وصارت احوالنا رهن اللهاث في ماراثون القلق من حزن قد يطول بوباء مجهول وفرح قد لايأتي وابتسامة ربما تموت قبل ان تولد ودموع قد لا تجد من يمسح نداها من على خدود ترطبت بحرارة آهاتها وحزنها وكبتها واستغاثة من ظلم الأمس وظلم اليوم وظلم الغد الذي كشر عن انيابه وظلم سيأتي  ومظلومية تستصرخ الضمائر الحية من دون أن تلقى همس صدى او بريق استجابة .

في زمن باتت به الضمائر تسترخي وتنعم بسكر عقيم . في قبور اجساد مأسورة بقمقم الأنا وعمى البصر وتيه البصيرة ..

 مثل كل هذا البعض من كل ما نعانيه ونترنح تحت صفعاته المتوالية المتواترة المتزامنة مع انفاسنا وحيثما كنا وفي اي مكان وزمان بهذا الوطن النازف مدى الأيام الهارب دوما للأمام المحسود على الدوام ..

من بعض هذا الكل المزعج المخيف والمؤرق الرديف نستصرخنا بدموع اليتامى وآهات الثكالى فهل تهزنا صرخاتنا .

 نستنجدنا بخطر بركان الفتنة الذي يداهم فراش منامنا فهل نلبي النجدة لنا .. نستفزنا بكل ما يحفز النخوة فينا فهل نصحوا ام نبقى نعيش ضباب الرؤيا وانعدام السمع وغياب الوعي  ونقتل الوطن كل يوم وكل ساعة ..

 هل ننهض ام نستسلم لكساح عقولنا بعد ان شابت الذوائب منا ونستطيب شمس الظهاري تلسع ظهورنا وقد تكشفت اجسادنا فشمت بنا الصديق قبل العدو فأستعطف حالنا وبكى علينا حتى من كان بالأمس القريب يلوذ بنا وينعم بظلال نخيلنا ..

هل ارتضينا الصمت ونحن اسياد البلاغة ومنجم اللغات وأول شعب كتب حرفا وسنّ قانونا وعزف اول ترنيمة على اوتار القيثارة المطلاة بماء الذهب السومري الخالص ..

هل نقنع او نقبل او نرضى ان نكون رقما ليس الا  بين ارقام تملأ الأرض طولا وعرضا ونحن نكتنز بين ثرانا اغلى كنوز الأرض واقدسها عند ملائكة السماء من الأولياء والصالحين . مثلما كنّا القا وزهوا وتأريخا ومجدا وسيفا ورمحا وقرطاسا وقلم  ..

مثلما كنا ضيما وبؤسا وقهرا ودمعا وآهات وويلات وحزنا سرمديا .. مثل هذا مثل ذاك .. مثل كل قدر مضى وقدر آت ..

 مثل جذع النخلة الذي يموت واقفا شامخا  يساقط برحيا لمن يهزه ..  سنبقى ويبقى العراق ..

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك