المقالات

 (تحشيشات) العراقيين .. ردة فعل أم قوة موقف


أحمد رضا المؤمن

 

في العام ٢٠٠١ تمكن أزلام نظام صدام الهدام من إلقاء القبض على خالي (أبو رضا) المقاتل في فيلق بدر منذ الثمانينيات .. وفي حفلة تعذيب على إحدى الطرق البعثية التي يعجز اللسان والقلم عن وصفها قام أحد جلاوزة البعث بتعليق خالي أبو رضا من يديه إلى الخلف بحبل على (شنگال) موجود في سقف غرفة التعذيب . وبعد مدة من الضرب إنتبه البعثي الذي كان يمارس التعذيب بأن خالي لم يعد يصرخ ولا يتأوه من الألم !!!

سأله مستغرباً عن السبب فأجابه خالي أبو رضا بأنه لم يعد يشعر بالألم لأنه فقد الإحساس تماماً بسبب شدة الضرب وإنقطاع الدم عن عدة مناطق من جسده الغارق بالدماء .

هذا المشهد الذي كان قد رواه لي خالي بعد نجاته من هؤلاء الوحوش بمعجزة وأعجوبة يذكرني بإستغراب بعض الأخوة والأصدقاء من غير العراقيين حول لا مُبالاة وتحشيش (إستهزاء) العراقيين بالمصائب التي تتساقط على رؤوسهم تباعاً وآخرها إنتشار وباء ڤايروس كورونا .

فأنا اجد شبهاً كبيراً بين ما عانى منه خالي على يد أزلام البعث وبين ما يمر به العراقيون اليوم وفي كل يوم من مصائب وبلاءات .

الشعب العراقي أشد شعوب الأرض مُعاناة من الحروب والإنقلابات والمؤامرات والفتن والحصار والإرهاب والإحتلال وكل ما يؤدي إلى سلب أمنهم وحريتهم وإستقرارهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الحرة الكريمة ..

وربما هذا هو أحد الأسباب التي أهلته ليكون (شعب الله المختار) لنصرة الإمام المهدي عليه السلام يوم ظهوره وجعله عاصمة لدولة العدل الإلهي العالمية .

لقد أصبحنا اليوم في العراق نضحك في وجه المصائب والبلايا ونستهزأ بها لأننا مررنا قبلها بمصائب كمية ونوعية جعلتنا فعلاً لا نتأثر كثيراً بما يتهددنا كل يوم من أحداث .

أقسم صادقاً لو أن أي إنسان غير عراقي يقرأ تأريخ العراق (بموضوعية) لشاب شعر رأسه ولو كان طفلاً رضيعاً على ما حدث من مآسي ومصائب على هذا الشعب المظلوم الذي لم ينصفه منصف لا بالاعلام ولا بالتأريخ ولا بغيره .

ولذا أقولها بثقة ويقين وإعتقاد بأن شعب العراق هم شعب الإمام المهدي عليه السلام بإستحقاق عند ظهوره وهو ما تؤكده الروايات من أن اسعد الشعوب بظهور الإمام المهدي عليه السلام هم أهل العراق لشدة ما لقوه من ظلم وفساد .. فهنيئاً لكل عراقي مظلوم بشرى أهل البيت عليهم السلام لكم بالفرج عليهم بظهور الإمام المهدي عليه السلام .

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك