المقالات

من زاوية اخرى..!


خالد الناهي

 

كثير من القراءات التي اظهرت المكون الشيعي هو الأضعف في تشكيل الحكومة، فيما حاولت ان تظهر الكرد والسنة بأنهم استطاعوا ان يفشلوا حكومة علاوي!

نعم السنة والكرد، انبهروا بالصورة التي رسمت لهم، وحاولوا ان يتقمصوا دور من بيده القرار، ليعيدوا لأنفسهم رسم صورة ذلك البطل الخارق.

لكن لو نظرنا الى الموضوع بعين الحقيقية، سنعرف ومنذ النظرة الاولى، ان ما حدث هو ارادة شيعية بحتة، والمستهدف من ذلك ليس علاوي، فهو كان ضحية يجب ان تسقط، لتكون صفعة لغيره (جرة اذن).

ربما البعض يقول ما الدليل على هذا الاستنتاج؟ فمن كان معترضا هو السنة والكرد!

الإجابة على هذا التسائل بسيطة جدا، سواء من الناحية الرقمية، فالشيعة ما يقارب (210) نائب في هذه الدورة.

اما من الناحية التاريخية والموجودة على ارض الواقع فأقرار قانون الحشد كان شيعيا خالصا، وقانون اخراج القوات الامريكية كان شيعيا خالصا، هل يكفي ذلك؟

اذن ما الذي حصل؟

ولماذا أفشلوا حكومة محسوبة على الشيعة؟

الجواب ببساطة:

لم يكن علاوي هو المستهدف، انما كان تأديب لأحد قادة الشيعة، حين اعطى لنفسه مكان أكبر من حجمه الطبيعي، حسب اعتقاد هؤلاء القادة، هذا اولا.

ثانيا: انه كاد ان يتسبب في تمزيق نسيج الامة العراقية، بعدما اخذت ملامح هذه الامة ترسم بهدوء، وتتشكل بالشكل الذي يعطي كل ذي حق حقه.

باختصار ما فعله القادة الشيعة، هو تماما مثلما يفعل اب مع ابن تبجح بقوة على اعمامه، فامسكه من اذنه وضربه امام اعمامه، قبل ان يشتكوا حتى، ليعبروا عن امتعاضهم لتصرفه.

يجب ان يدرك الساسة العراقيين، وحتى الشعب بأنهم ليسوا دولة كسائر دول المنطقة، بل انهم امة كاملة، أكبر من كل المسميات الاخرى، مع حق الاحتفاظ بالخصوصية العقائدية والقومية والدينية.

الأمة اما ان تعيش معا، او تموت معا، ولا يوجد خيار ثالث، ونعتقد قد جرب الجميع ان يتكئ على بعده القومي او المذهبي، وقد فشل الجميع في ذلك.

ان الأوان لنتجرد في قضايانا، عن كل الانتماءات، وننحاز لامتنا، متى ما قرر الجميع ذلك، سيشهد العراق (قادة وشعبا) طفرات كبيرة وواسعة في الاستقرار والازدهار.

من يشكك في ذلك فليراجع تاريخ الأمم، ليعرف انها لم تنجح الا حينما أدركت انها امم قائمة بذاتها

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك