المقالات

تامل فی نظرية   " يورابيا "  والمنظور الديموغرافي للإسلام في أوروبا...


د.مسعود ناجي إدريس

 

للمسلمين في أوروبا دور هام في المجتمع الديني الثاني (بعد المسيحية). بعد الحرب العالمية الثانية ، بسبب حاجة أوروبا إلى قوة عاملة لإعادة الهيكلة ، شهدت هجرة واسعة النطاق للمسلمين من مناطق  الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أوروبا.  عدد سكان المسلمين في أوربا  البالغ ١٧ مليون يزداد بشكل سريع و هم  أسرع الأديان نمواً في هذا  القارة.

يدور الجدل حول مستقبل أوروبا في ظل وجود الإسلام وانتشاره والعديد من المسلمين الذين ظهروا في الأوساط الأوروبية. أوروبا ، التي تخشى انتشار الإسلام في القارة ، تقي سعي الدائم لاستعادة روحها وهويتها.

أحد السيناريوهات لمستقبل أوروبا بالنظر إلى الوجود الإسلامي المتزايد هناك ( Eurabia ) يورابيا  هي واحدة من المصطلحات السياسية الجديدة التي صيغت لوجود المسلمين في أوروبا.

تتكون مسطلح أورابيا من كلمتين (أوروبا) و (العربية).

 مع تزايد عدد السكان المسلمين ، وخاصة في الغرب من المفترض أنه في المستقبل ستصبح أوروبا الفرع الاقل نسبتا الى  جمعية  العالم العربي ، أو حتى من المحتمل تصبح مجموعة فرعية منه . وفقًا لذلك ، سيصبح عدد المسلمين في أوروبا أغلبية في العقود القادمة بسبب استمرار الهجرة وارتفاع معدلات المواليد. المصطلح صاغه الكاتب اليهودي بات يعور في كتاب نشره في السنة ٢٠٠٥. وقد طرح آخرون ، مثل برنارد لويس وبروس باور ، سيناريوهات مشابهة للإسلام كتهديد رئيسي لأوروبا وقيمها. وفقًا لمقولة (نيل فيرجسون) ، تم التحقق من صحة فكرة يورابيا منذ حادث 11 سبتمبر. يقول مات كار ، الذي وصف وجهات النظر المتشائمة والخائفة من النظرة الديموغرافية للإسلام في أوروبا: "استنادًا إلى أسوأ التوقعات بناءً على نظرية يورابيا  ، بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين ، فإن معظم المدن الأوروبية سيحكمها مهاجرون الناطقون باللغة العربية". و ستقع معظم أوروبا تحت تأثير الشريعة الإسلامية وستتوقف الحياة المسيحية أو تكون محدودة للغاية.

في كابوس يورابيا ، ستستبدل الكنائس بالمساجد والمآذن ، وسيُسمع صوت الأذان من باريس إلى روتردام ولندن ،  و بالمقارنة مع العرب و النساء المنقبات ستُحصر بقايا أوروبا اليهودية المسيحية في أحياء صغيرة في العالم  .

أحد الشواغل الرئيسية لأولئك الذين طرحوا نظرية Urabia هو  تراجع الهوية الدينية و حضور  المسيحيين في الكنيسة بشكل واضح، و إغلاق أربعة آلاف كنيسة خلال ١٥ سنة  الماضية. و على هذا الاساس ، بدات ناقوس الخطر للهوية الأوروبية ضد الهوية الإسلامية للغربيين.

في نهاية هذه المذكرة نذكر الجميع بمحتوى هاتين الآيتين الشريفتين .

( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

 و الاية الثانية :

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فرامرز فاطمی
2020-03-10
اللهم عجل لولیک الفرج
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك