المقالات

كَادَ المُعَلِّمُ أَنْ يَكُوْنُ رَسُوْلاً


كَادَ المُعَلِّمُ أَنْ يَكُوْنُ رَسُوْلاً

عبد الزهرة البياتي

 

عرفاناً بجميله ووفاءً لعطائه وتقديراً لدوره العظيم، اعتدت في الأول من آذار من كل عام أن أكتب للمعلم العراقي في عيده الذي يمر هذه المرة والمدارس معطلة لمناسبة العطلة الربيعية، التي مُدّت أسبوعاً إضافة إلى توقيتاتها المقررة أصلاً لتفادي الآثار الخطيرة لمرض (كورونا) الذي بات يغزو دول العالم، المتقدمة منها والمتخلفة، المتخمة والجوعانة، من دون استئذان، حيث يتساقط الضحايا وترتفع أعداد المصابين به على طريقة (الذبح بالسكين)، حيث وصل عدد ضحاياه في (مسقط رأسه) أي الصين الشعبية إلى (2790) متوفىً وآلاف المصابين، والعراق بالتأكيد ليس بمنأى عن المرض، إذ صرنا نسمع عن إصابات بالفيروس اللعين هنا أو هناك!!

المهم، نعود إلى محور قضيتنا أو ربّاط سالفتنا كما يقولون ألا وهو المعلم أو المعلمة والمدرس أو المدرسة والتدريسي أو التدريسية، لنرفع لهم القبعة وننحني لهم إجلالاً وتقديراً لهذا العنوان الكبير الذي مهما كتبنا أو أنشدنا قصائد المديح وكلمات الإطراء فلن نوفيه، فهو بحق أيقونة المعرفة والعلم، وهو أساس للتقدم والازدهار والبناء والشموخ والنهوض، ويكفي أن أمة فيها معلم ومدرسة وتعليم هي أمة ناهضة ومتنورة ومقتدرة.. وهناك قول مأثور مفاده «ابنِ لي مدرسة أغلق لك نصف السجون».

ولكن، أين نحن اليوم بالضبط من كل هذا الذي نريد؟! ونقولها بلوعة إن واقعنا التربوي ليس على ما يرام والتصدع في العملية التربوية خطير ابتداءً من الأبنية المدرسية التي حالها يندى له الجبين.. فهناك أبنية لم تعد بيئة جيدة للتعليم وأخرى هدمت ولم تعَد، وثالثة تشكو الاكتظاظ وفيها الدوام مزدوج أو ثلاثي، وأخرى ما زالت مبنية من الطين. ولا تستغرب أن التلاميذ يفترشون الأرض، وثمة صور أخرى لا نريد بشرحها أن نطيل، أما الحديث عن المناهج التعليمية أو الدراسية فالأمر جد خطير حيث (الهرجة) وغياب التخطيط.. باختصار نحتاج لوقفة جادة لتقويم القطاع التربوي ووضعه على مسار السكة الصحيح لأن حاله المزري الآن يجعل كل عراقي زعلاناً أو زهگاناً.. وأعود لأنحني ثانيةً وثالثةً وحتى المليون للمعلم الذي قال فيه أمير الشعراء الراحل أحمد شوقي:

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا

كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أما أنا فأقول لولا المعلم لما كتبت هذه المقالة، ولولاه لما كان هناك طبيب يداوي الناس أو مهندس يبني جسراً أو قاضٍ أو محامٍ يدافع عن حقوق الناس أو سياسي أو قاص أو روائي أو فنان يرسم لوحة.. ولولا المعلم لما كان هناك ضابط أو مقاتل يجيد فن القتال.. المعلم أمة وكفى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك