المقالات

حكومة كورونا

937 2020-02-29

هادي جلو مرعي

 

العام 2014  وكان الحديث في وقتها يجري عن فيروس كورونا ومتلازمة الشرق الأوسط، وإصابة العديد من المواطنين، وأخذ العالم يتحدث عن كورونا الذي تزامن مع مرض إنفلونزا الطيور، وإيبولا، وإنفلونزا الخنازير، وبمرور الوقت تناسى العالم ذلك لإنشغاله بأنواع من الأمراض والحروب والخلافات والتنافس التجاري والسياسي والإقتصادي والكوارث الطبيعية والتقلبات في المجتمعات الإنسانية التي تأخذ أشكالا عدة وكانت المملكة العربية السعودية صارمة في التعامل مع كورونا وقد نجحت في القضاء عليه.

يظهر كورونا المستجد في الصين، ويغزو العالم مثل بضائعها الرخيصة، وغير المكلفة، فالمرض يتنقل عبر وسائل الإعلام كما في البضائع، وعن طريق المسافرين والمختلطين، ويتوجه مباشرة الى إيران التي تصبح مصدر تهديد بكورونا لدول الخليج والعراق، ويتم الإعلان عن إصابات جديدة في مدن إيرانية، ومن ثم في بلدان الخليج الأخرى لزوار من دول موبوءة كالصين وإيران وكوريا الجنوبية وتايلند وإيطاليا، ويتسارع المرض ليشغل العالم، ويضطر الرئيس دونالد ترامب ليلقي خطابا للعالم مساء الأربعاء، بينما يوقف العالم نشاطاته، وتمنع إيطاليا الجماهير من دخول الملاعب، وتواجه السلطات الفرنسية الإنتقاد لسماحها بدخول مشجعي يوفونتوس الى أراضيها لتشجيع فريق الشمال الإيطالي ضد ليون المحلي بسبب زيادة عدد المصابين في المدن الإيطالية، ويهدد كورونا كلاسيكو الأرض بين البرشا والريال، ويتم حجر المرضى في المستشفيات، وفي فندق في جزيرة الكناري، وفي السفن السياحية على شواطيء اليابان.

 خلال السنوات التي تلت التغيير في العام 2003  كانت المشاكل السياسية تشغل الناس، والفاعلين السياسيين عن قضايا المرض والتعليم، بينما يصاب الناس بمرض الطائفية، ويهربون من التنظيمات الدينية المتطرفة، وتحتويهم معسكرات النزوح، والدول القريبة والبعيدة، ويتظاهر الشبان بحثا عن التغيير، وتكون المنطقة الخضراء هدفا محتملا في كل مناسبة إحتجاج، وتعلن السلطات عن تغيير في النهج، وإمكانية النجاح في حلحلة المشاكل، وتوفير فرص العمل للعاطلين، وتحسين الواقع الإقتصادي والنهوض به، ثم لايحدث الكثير مما ينتظره الناس، ويبقى الوضع على ماهو عليه بإنتظار تظاهرة أخرى، وإحتجاجات لاتكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، فيتم غلق الطرق والجسور والمدارس، ويعاني الناس من سوء الأوضاع، وتفاقم الأزمات.

تتوفر لدينا اليوم فرصة لتشكيل حكومة يمكن أن تكون جزءا من محاولات الحل، وليس التأزيم، مع إن سياسيين وقوى فاعلة عبروا عن رغبتهم في صناعة الأزمات من جديدة، ومناكفة رئيس الحكومة بحثا عن مناصب ومنافع مالية، وهي حكومة تقع عليها مسؤولية جسيمة

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك