المقالات

أراد وطن فنادته الشهادة


محمد حسن الساعدي

 

 

على الرغم من تركه العمل الحزبي إلا انه بقي على علاقة بالعمل السياسي المنظم على مستوى الرعاية والإسناد والتوجيه من خلال جهاز مرجعية والده الأمام الحكيم(قدس) وبعد ذلك عمل بشكل مستقل ا من خلال الموقع الديني للنهوض بواقع الحركة الإسلامية، حيث كان قد مارس في حياة والده الأمام الحكيم دوراً مشهوداً في دعم وإسناد الحركة الإسلامية فقد مثل السيد الحكيم والده (قدس) في عدد من النشاطات الرسمية، كحضور عدد من المؤتمرات والاجتماعات ومنها حضوره مع العلامة السيد الشهيد محمد مهدي الحكيم ممثلين عن والدهما في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في عمان في أعقاب نكسة 5 حزيران عام 1967، لذلك أتصف في نشاطه السياسي بالالتزام والشجاعة والجرأة والتدبير، ومن هنا تصاعدت حركة ونشاطه السياسي على الرغم من الرقابة الشديدة التي كان يتعرض لها من قبل أجهزة النظام البعثي آنذاك .

منذ اللحظات الأولى التي تمكن فيها السيد الحكيم(قدس) الخروج من العراق في تموز عام 1980 توجه نحو تقييم الوضع في العراق ووضع الخطوط الإستراتيجية الثابتة للعمل، وتشخيص أسلوب العمل الجهادي للمواجهة المقبلة مع النظام ،من خلال تعبئة كل الطاقات العراقية الموجودة داخل العراق وخارجه من اجل دفعها لتحمل مسؤولياتها في مواجهة هذا النظام ،حيث أمضى ثلاثة أشهر في سوريا يعمل فيها بصورة غير معلنة،إلى جانب إيلاءه اهتمام خاص بقضايا العراقيين اللاجئين في كل مكان وخصوصاً العراق والسعودية إلى جانب تحركه بشكل واسع من اجل هدف سامي ألا وهو إسقاط نظام صدام وإنقاذ الشعب العراقي من هذه المحنة الطويلة التي يعاني منها،فنحرك في الأمم المتحدة واهتم بدول الجوار، والتقى الرؤساء والملوك من اجل طرح مظلومية الشعب العراقي من النظام المستبد في بغداد آنذاك ،وعاد السيد الحكيم إلى أرض الوطن محملاً بهموم وطناً وشعباً سحقته الماكينة البعثية، وعاد وهو يحمل هم الخلاص من الوجود الأجنبي والسعي الجاد من اجل بناء الوطن وتعزيز وجوده بين الأمم ويما يحقق إرادته الحرة في العيش الكريم، ولكن المشيئة كانت أسرع في استقباله ليودع مرة ثانية وطنه وهو بلا جسد يوارى، لتبقى ذكرى خالدة في أذهان الأحرار في كل مكان من الوطن .

لقد أستطاع الشهيد من حمل هموم الشعب العراقي بعيداً عن الزعامة والقيادة فكان بحق صوت المظلومية الحق،ومرآة هذا الهم على مر السنين والأيام وأستطاع من عكس هذا الواقع من خلال خطاباته وبياناته سواءً في المهجر أو بعد عودته إلى الوطن،كما أن فكره كان فكراً حراً قاد العملية السياسية في المهجر قيادة حكيمة أستطاع من خلالها لملمة شمل القوى السياسية هناك ،إلى جانب تمثيله للاعتدال بأروع صوره، والذي انعكس من خلال خطاباته، والتي اعتبرت خارطة طريق في التأسيس لدولة المواطنة في العراق .

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك