( بقلم : علاء هادي الحطاب )
الاقربون اولى بالمعروف... كذلك الاقربون من الوزير اولى بمكتبه الخاص .. وسكرياريته .. وامنه الشخصي .. وبعض دوائر وزارته . يبدو ان ذهنية العقل الشرقي عموماً والعراقي خصوصاً باتت تفهم ان الوزير هو المالك القانوني والشرعي للوزارة ومن ذلك المنطق فهم الوزير (الشرقي) ان اقربائه اولى بوزارته وتسلم المواقع العليا فيها ... وبذلك اسسوا ميليشيات حزبية .. ومذهبية ... وقومية وحتى عشائرية .
في العراق جعل النظام الصدامي السابق الية حكم البلاد (عشائرية) فكانت ثلاث او اربع عشائر تحكم العراق فعلياً من خلال تسلم ابناء تلك العشائر اهم المواقع في مؤسسات الدولة العراقية المدنية والعسكرية بينما حُرِمَ اخرون منها ... وهذه سنة سيئة اسس قواعدها النظام السابق وبقيت حتى الان ، لكن الذي اختلف اليوم هو تعدد تلك المليشيات العشائرية بتعدد وزراء الحكومة نتيجة تعدد المكونات الحزبية والمذهبية المشاركة فيها... وهذا مازاد الطين بلة ... في الحقيقية كان في نفسي منذ زمنٍ ان اكتب عن سلبيات حواشي الوزراء ومقدار الساءة التي يتعرض لها شخص الوزير من خلالهم ... وطلب مني اكثر من صديق ان اكتب في هذا المجال.
انا شخصياً على دراية كاملة من (خلال طبيعة عملي) عما يجري في مكاتب الوزراء ... وقد دخلت معظم وزراء الحكومة العراقية خلال تصوير حلقات برنامجي الاسبوعي (في مكتب الوزير) ووجدت ان مدراء مكاتب الوزراء هم بالاغلب اقرباء الوزراء ... بغض النظر عن شهاداتهم الجامعية وثقافتهم العامة ... فضلاً عن الحماية والسكرتارية حتى تصل درجة القرابة من الوزير الى الرابعة والخامسة ... وبالنتيجة ليس كل هؤلاء معصومين من الخطأ ... نعم قد يكون بعظهم على قدرٍ من النزاهة ، لكن عدد كبير منهم خلاف ذلك. حدثني قبل مدة شقيق احد الوزراء ... قائلا: ان احد اقرباء السيد الوزير الذي يعمل في مكتبه قام بتعيين عدداً كبيراً من المواطنين مقابل مبالغ كبيرة حتى صار ثرياً بشكل ملفت للانتباه ... واكمل ان الوزير قام بتقديمه الى القانون وهو الان موجود في احدى السجون العراقية رغم تدخل (العمام والخوال)... انتهى كلام (الشقيق)... ما اردت ان اقصده من خلال هذه (السالفة)... قد يستغل بعض اقرباء وزير(ما) مواقعهم لممارسة فساد اداري ومالي و لايعرف الوزير ذلك .... بالنتيجة يرد الامر سلباً على شخص الوزير لا على اقربائه ... ويقال ان الوزير الفلاني مرتشي وفاسد ادارياً ووو... لااقربائه و حاشيته .... ولي في هذا المجال قصصاً و(سوالف) كثيرة.
بقي ان اشير الى ما يقوم به حواشي وزراء ديمقراطيتنا اليوم من تجاوزات تصل احياناً بالضرب على المواطنين وهذا يعيد الى ذاكرة المواطن ايام (الزيتوني ... والعجل يابه ... واليولّو).فمتى ينتبه وزرائنا المحترمون الى حواشيهم لان المستقبل سيلعن الحاضر ... كما لعن الحاضر ...ماضيه القريب................................……………………كاتب واعلامي عراقي
https://telegram.me/buratha