المقالات

لغز التشكيلة الوزارية ((امشي عدل يحتار عدوك فيك)


علاء الخطيب

 

  مثل مصري ينطبق  على ما يفعله السيد رئيس الوزراء المكلف  محمد توفيق علاوي ، اذ وضع الكتل السياسية الباحثة عن المغانم   والخبيرة في طرق الابتزاز  في حيرة ، لا يعرفون كيف يتصرفون معه.

 السيد محمد علاوي كان واضحاً منذ البداية انه سيرفض كل القواعد القديمة التي جلبت الفشل والدمار للوطن، ولن يقبل بشروط الأحزاب التي استمرأت التجاوز على الأموال العامة.  إلا ان هناك اصرار على عدم مغادرة المرحلة الكارثية .

حينما فشلوا في اختراق قائمة اسماء الوزراء المرشحين وفشلوا في لي ذراع السيد علاوي عمدوا الى التهريج في الاعلام  بحجج واهية و ضعيفة. أظهرت أمام العراقيين بانهم تجار سياسة وليسوا سياسيين.

لماذا يخيفهم علاوي؟

 وماهي عناصر القوة عند الرجل ؟ 

 هذان السؤلان هما مفتاح اللغز في التشكيلة الوزارية المرتقبة.

 يخيفهم علاوي  لانه لم يرضى بشروطهم ولم يساوم على مبادئه التي وضعها في اختيار الوزراء ، يخيفهم لانه لا يريد ان يكون رئيس للوزراء خالي المحتوى (خراعة خضرة )  تسيره الكتل ، يخيفهم لانهم سيفقدون السيطرة على الوزارات والوزراء معاً .  يخيفهم لانه أعلن  انه سيعاقب القتلة ، وهذا يعني انهم سيعلنون إفلاسهم إما العراقيين .

 حاولوا ان يتهموه بشتى التهم  ، لكنهم فشلوا أيضاً ، وكانت النتائج عكسية .

 السيد علاوي لا يريد ان يربح منصب رئاسة الوزراء ويخسر العراقيين والعراق ، فلا مانع لديه من مصارحة الشارع العراق بما حصل وراء الكواليس ، ومن وضع العصي في دواليب الحكومة .

  السؤال الآخر ماهي عناصر قوة السيد علاوي لكي يواجه الكتل والأحزاب المتسلطة .

علاوي  لا يفكر بالطريقة القديمة  .

 فهو كان صادقاً منذ بداية التكليف ، وسار بطريقة مهنية في إدارة ملف التشكيل .

 لم يطلع احد عليه ، مما اثار حفيظة الكتل.

  إعلانه بمحاسبة الفاسدين والقتلة  أرعبت خصومه وجعلته في خانة  العصي على التطويع، لكنه بنفس  الوقت  لا يريد ان يفتح ملفات  شخصية او معارك جانبية، ويؤمن بفروسية الخصومة ، فقد ذهب للسيد المالكي في زيارة للحوار معه رغمًا بينهما من  إشكال ، وهذا عنصر مهم في  قوته .

امتنع عن الذهاب الى اربيل للحوار حول التشكيلة ، ويعتقد ان بغداد هي  العاصمة للعراق ككل.

  تعامل مع الجميع بنفس القاعدة ولم يحابي كتلة على حساب كتلة أخرى .

 يتخذ قراراته بهدوء وروية  فهو رجل غير انفعالي ، يستمع للجميع ولكل الآراء المتناقضة لكنه يقرر بمعزل عن التأثير .

 رأى ان إصلاح الوطن لابد ان يكون بضرب قواعد اللعبة السياسية القديمة المعتمدة على المحاصصة والبداية بنقطة شروع جديدة  .

 لم يفكر بأن رئاسة الوزارة غنيمة وإنما وظيفة.

 فقد خرج وهو في ايام تكليفه  الى المطعم مع زوجته لوحدة وبسيارة عادية دون حماية  ، وذهب الى زيارة الكاظم  بنفس الطريقة والناس تجمعوا عليه، وقد شعر بسعادة كبيرة في حركته هذه ويقول عنها ان لم يكن المسؤول يؤمن من شعبه فلا حاجة ان يبقى في منصبه ، ويضيف لولا ان الأنظمة تفرض الحمايات والموكب. لرفضت هذا بعد التصويت ، وسأعمل على تقليص هذه المظاهر .

 علاوي كان لغزاً لم يعهده السياسيون ولم يتعاملوا مع هكذا سلوك ، خرجت الكثير من التكهنات والتحليلات ولم يرد عليها وجعلهم يتخبطون بأوهامهم، فانطلقت ثورتهم بتغييره وعدم التصويت له واتهموه بأن  من جاء به كتل سياسية ونسوا بنفس الوقت هم يريدون استخدام نفس القاعدة  بالاتيان بالوزراء وفرصهم . يذكرون الشئ ونقيضه .

  لن يحدث التصويت غداً وستؤجل الجلسة ولن ترفض التشكيلة ، وحتى يوم التصويت  ستبقى التشكيلة لغز  يحل في مجلس النواب فقط .

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك