( بقلم : علي جاسم )
لا زالت بعض المظاهر السيئة التي ورثناها خلال الحقبة البائدة من القرن الماضي ولاسيما التسعينيات منه منتشرة وبشكل واسع وباشكال متعددة بعضها بفعل عوامل سياسية وامنية واخر بفعل عوامل اقتصادية او اجتماعية ايضاً ومن هذه المظاهر انتشار مجاميع عديدة من المتسولين في شوارع واسواق بغداد وبشكل خطير.
ويتخذ هؤلاء المتسولون اشكالاً مختلفة تتراوح بين الملابس الممزقة والرثة والشعر الاشعث الى الاطفال الصغار اصحاب الوجوه الشاحبة واحياناً نلاحظ بعضهم قد اتخذ شكلاً انيقاً وهنداماً مرتباً وملابس نظيفة وحتى انه قد يرتدي نظارات شمسية في اشارة منه – على ما يبدو – بانه قد كان ميسور الحال بالامس واليوم ضاقت به سبل العيش واضطرته لمد الايدي في حين ان بعضهم من المعاقين والعاجزين وقد فقد يداً او ساقاً في حروب ومغامرات (القائد الفذ) او تفجيرات (الاخوة المجاهدين) غير ان اخطر مظاهر التسول هي الانتشار الكثيف للنساء باعداد تفوق اضعاف اعداد الاطفال والرجال العاجزين واغلبهن بعر المراهقة وهن على ما يعرف قادمات من بعض قرى الموصل وحواليها.
الى جانب هؤلاء المتسولين هناك ايضاً انتشار لاعداد اخرى من المختلين عقلياً وهم يجوبون الشوارع دون مانع او رقيب او حتى الاحتياط منهم كونهم يشكلون شريحة كبيرة واذا ما تذكرنا ان امن ومخابرات صدام كانت (تزرع) بعض وكلائها الامنيين بينهم في عدد من الشوارع بغية التجسس وجمع المعلومات خاصة في الاماكن والمناطق التي تشكل تهديداً لذلك النظام ووجوده واليوم فيمكن لاي جهة لا تريد لنا الاستقرار والسلام ان تستغلهم بشتى الطرق والوسائل لتنفيذ غايات اجرامية ارهابية وهو ما حدث بالفعل اكثر من مرة واخيرها (ولا اظن اخرها ان بقوا كذلك) هو التفجيران في بغداد الجديدة وسوق الغزل مطلع شهر شباط الجاري بواسطة (تفخيخ) امراتين مختلتين عقلياً.
ويبدو ان وزارة الداخلية قد تنبهت لذلك وان كان متأخراً بعض الشيء فقررت القيام بحملة واسعة لجمع المتسولين والمختلين وبالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تتحمل الكثير من المسؤولية في تركهم يملؤون الشوارع دون ان تأخذ على عاتقها جمعهم وتوفير المأوى لهم وتأهيلهم ليكونوا نافعين في بناء المجتمع.
كذلك اذا اشرنا الى اعتقال مدير مستشفى الرشاد للامراض العقلية لاتهامه بتقديم معلومات عن المرضى المقيمين في المستشفى لتنظيم القاعدة فان ذلك يعني ان الخطر ما زال قائماً باستغلال المتسولين او المختلين وقد تكون النتيجة ان نتشظى موتاً بواسطة رأس مختل!!.
https://telegram.me/buratha