المقالات

متسولون ومختلون

1310 14:34:00 2008-02-24

( بقلم : علي جاسم )

لا زالت بعض المظاهر السيئة التي ورثناها خلال الحقبة البائدة من القرن الماضي ولاسيما التسعينيات منه منتشرة وبشكل واسع وباشكال متعددة بعضها بفعل عوامل سياسية وامنية واخر بفعل عوامل اقتصادية او اجتماعية ايضاً ومن هذه المظاهر انتشار مجاميع عديدة من المتسولين في شوارع واسواق بغداد وبشكل خطير.

ويتخذ هؤلاء المتسولون اشكالاً مختلفة تتراوح بين الملابس الممزقة والرثة والشعر الاشعث الى الاطفال الصغار اصحاب الوجوه الشاحبة واحياناً نلاحظ بعضهم قد اتخذ شكلاً انيقاً وهنداماً مرتباً وملابس نظيفة وحتى انه قد يرتدي نظارات شمسية في اشارة منه – على ما يبدو – بانه قد كان ميسور الحال بالامس واليوم ضاقت به سبل العيش واضطرته لمد الايدي في حين ان بعضهم من المعاقين والعاجزين وقد فقد يداً او ساقاً في حروب ومغامرات (القائد الفذ) او تفجيرات (الاخوة المجاهدين) غير ان اخطر مظاهر التسول هي الانتشار الكثيف للنساء باعداد تفوق اضعاف اعداد الاطفال والرجال العاجزين واغلبهن بعر المراهقة وهن على ما يعرف قادمات من بعض قرى الموصل وحواليها.

الى جانب هؤلاء المتسولين هناك ايضاً انتشار لاعداد اخرى من المختلين عقلياً وهم يجوبون الشوارع دون مانع او رقيب او حتى الاحتياط منهم كونهم يشكلون شريحة كبيرة واذا ما تذكرنا ان امن ومخابرات صدام كانت (تزرع) بعض وكلائها الامنيين بينهم في عدد من الشوارع بغية التجسس وجمع المعلومات خاصة في الاماكن والمناطق التي تشكل تهديداً لذلك النظام ووجوده واليوم فيمكن لاي جهة لا تريد لنا الاستقرار والسلام ان تستغلهم بشتى الطرق والوسائل لتنفيذ غايات اجرامية ارهابية وهو ما حدث بالفعل اكثر من مرة واخيرها (ولا اظن اخرها ان بقوا كذلك) هو التفجيران في بغداد الجديدة وسوق الغزل مطلع شهر شباط الجاري بواسطة (تفخيخ) امراتين مختلتين عقلياً.

ويبدو ان وزارة الداخلية قد تنبهت لذلك وان كان متأخراً بعض الشيء فقررت القيام بحملة واسعة لجمع المتسولين والمختلين وبالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تتحمل الكثير من المسؤولية في تركهم يملؤون الشوارع دون ان تأخذ على عاتقها جمعهم وتوفير المأوى لهم وتأهيلهم ليكونوا نافعين في بناء المجتمع.

كذلك اذا اشرنا الى اعتقال مدير مستشفى الرشاد للامراض العقلية لاتهامه بتقديم معلومات عن المرضى المقيمين في المستشفى لتنظيم القاعدة فان ذلك يعني ان الخطر ما زال قائماً باستغلال المتسولين او المختلين وقد تكون النتيجة ان نتشظى موتاً بواسطة رأس مختل!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك