المقالات

رسالة الاربعين

1265 14:10:00 2008-02-24

( بقلم : كريم النوري )

لا نعتقد ان وضعاً مثل وضع العراق في كل العالم يمكن ان تحصل به ملحمة شعائرية ومهرجانية كما يحصل حالياً في كربلاء والطرق المؤدية اليها من كل محافظات العراق.. ملحمة الاربعينية هي رسالة معبرة ومؤثرة لكل العالم فقد زحفت الحشود الزائرة لكربلاء بمناسبة يوم اربعين الامام الحسين(ع) من اغلب محافظات العراق مشياً على الاقدام متحدية كل قوى الارهاب والتكفير.

قد تكون بعض طرقنا الجنوبية آمنة بفعل التكثيف الامني وطبيعة المنطقة وصعوبة تحرك القوى التكفيرية فيها ولكن حضور المواكب السائرة من محافظة ديالى وصلاح الدين تلك المناطق الساخنة التي لا يمكن تأمين طرقها الرئيسية والفرعية بسهولة بل حتى مواكب المسؤولين لا تكاد تسلم اثناء المسير برغم الحمايات المدججة بارقى الاسلحة والسيارة المدرعة ضد الرصاص هي قضية بحاجة الى الوقفة الطويلة والتأمل الكبير فقد سارت مواكب الزوار القادمين مشياً على الاقدام في هذه الطرق الصعبة دون خوف او تردد وهي تحمل الرايات وتهتف بصوت واحد : "لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفاً ... سيدي يا حسين"

ولا يمكن لاي جهة حزبية او رسمية او كتلوية ان تعلن مسؤوليتها عن تفويج هذه المواكب لسبب بسيط هو عجزها عن اقناع ابناء الشعب العراقي بالذهاب مشياً لكربلاء باتجاه سياسي معين من جهة وصعوبة تأمين الحماية لها من جهة اخرى ولقلة الامكانات وضعف الاليات الممكنة في هذه الاربعينية من جهة ثالثة وما يحصل هو امر يستدعي الوقفة والدراسة لضخامته ولعظمته ولتأثيراته.

الملايين السائرة لكربلاء لا يمكن لاي قوة حكومية او دولية او سياسية محلية او عالمية ان تنجح في تحقيق هذه الملحمة ومن يزعم ذلك فهو مكابر ومجانب للحقيقة. العفوية التي اسهمت في تحشيد هذه الملايين لا تعني التلقائية والعادة السنوية الجارية بل هي عفوية شعب حسيني صادق لا تقوده المطامع او المصالح فلن يزحف باتجاه كربلاء الا من اجل اثبات هويته وخصوصيته ومقدساته فقد تسلبه حقوقه الشخصية وتغصب مستلزمات عيشه اليومية فيكون صابراً محتسباً بل ملتمساً لحكومته الاعذار تلو الاعذار لكن اياك ان تسلب عنه قيمه ومقدساته وشعائره فرغم ازمات الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وضعف الخدمات لكنه بقي صابراً حذراً ان يستثمر غضبه الاخرون من اعداء العراق لكنه عندما يشاهد قبة اماميه العسكريين تتساقط بفعل جرائم التكفيريين لم يمسك غضبه واعلنها امام العالم كله صرخة قد لمس الجميع تداعياتها واستوعب الاخرون صداها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك