المقالات

دعائم تثبيت الخطاب الاسلامي


سامي جواد كاظم

 

الروح والجسد والمعنوي والمادي الفكرة والملموس كلها تعاريف مكملة بعضها لبعض ، فالذي يحمل فكر معين لايمكن له ان يثبت دعامه بالكلام فقط والكلام يقصد به الاعلام المدارس المؤلفات فهذه لوحدها لا يمكن لها مواجهة الاخر دون وسائل اخرى بل ان الوسائل الاخرى في بعض الاحيان تكون مؤثرة اكثر من المؤسسات الفكرية .

الله عز وجل منح ادم الجنة قبل التكليف والانسان يستحق العطاء عندما يولد والتكليف الشرعي يكون بعد سن التكليف ، لذا المادة تاخذ تاثيرها في بعض الاحيان ، نعم الفكر او العقيدة في لحظة معينة يحملها الانسان ويكون امام مفترق طرق فاما العقيدة وفقدان روحه او فقدان العقيدة وكسب روحه ( من اجل الدنيا، مادي ومعنوي) وحسب الظرف يكون خيار الانسان ، سال رجل الامام الصادق عليه السلام رجلان ارغمهما الحاكم على سب جدك علي عليه السلام ومن يمتنع يضرب عنقه ، فامتنع احدهم فضرب عنقه وسب الاخر جدك فاخلى سبيله فقال الامام الصادق عليه السلام الاول استعجل الجنة وذهب اليها والثاني تفقه بالدين فسلم على روحه .

الان الحرب ليست حرب افكار فقط والا نحن المسلمون مطمئنون من غلبتنا عليهم لان الخطاب الاسلامي رصين ، ولكن كيف بالوسائل المكملة لتثبيت ونشر الفكر الاسلامي ؟ ومنها العصب الاقتصادي والعسكري فانهما مكملان لقوة الاسلام (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)

المسلمون اينما حلوا في بلاد المعمورة واقصد بهم المخلصون استطاعوا من تثبيت افكار الاسلام بين المجتمعات الغربية بل زاد عدد المسلمين الغربيين في بلادهم اكثر من اللاجئين المسلمين وهنا بدا الغرب يفكر في كيفية احتواء الاسلام لانه وباعترافهم ان اوربا ستصبح اسلامية بحلول عام 2050 م .

العولمة او العلمانية اوالليبرالية فكروا في مواجهة الاسلام فبذلت اغلب جهودها على الاقتصاد والسلاح والاقل على نشر الفكر ولانهم فشلوا في ذلك من خلال الحملات التبشيرية التي كانت ترافق احتلالهم للبلاد الاسلامية فانهم لجاوا الى فرض القوة عسكريا واقتصاديا مع خلق افكار فضفاضة مدعومة ماديا تثير النفور من الفكر الاسلامي وسبب النفور هو عجز الدول الاسلامية من تكوين مؤسسات اقتصادية وعسكرية تدعم المسلمين اضافة الى الثغرات الموجودة في تفكير المسلمين وليس في الاسلام ، ومما زاد في الهجمة الشرسة على الاسلام هي السياسة بمفاهيمها الحديثة التي لا تتورع من أي عمل غير شرعي .

ومن بين المؤسسات التي خدمت العلمانية هي الامم المتحدة بكل منظماتها . معامل تصنيع الاسلحة في كل البلاد غير الاسلامية ، المؤسسات التجارية والمالية ( صندوق النقد الدولي ، برج التجارة العالمي) وهذان لهما تاثير قوي على القرار السياسي لاي حكومة تتعامل معهما والتاثير يكون على حساب الاسلام في خدمة العلمانية التي تعتبر غطاء الصهيونية في كثير من افكارها .

اليوم المجتمع الاسلامي في حالة ضعف رهيبة ليس لقوة الطرف الاخر بل لسوء بعض او اغلب القيادات في الاسلام سواء كانت في السلطة او التي تتبنى الخطاب الاسلامي ، لهذا نجد الضعف في مواجهة المخططات الغربية بل انهم أي الغرب اصبحوا يصرحون علنا بانهم الاقوى ويفعلون ما يريدون ولا رادع لهم اطلاقا اليوم اذا ما بقيت الامور هكذا .

الله عز وجل هو القوي بلا خلاف ، وسيظهر الامام المهدي عليه السلام ليدحر الباطل بلا خلاف، ولكن ماهو تكليفنا نحن ؟ اكبر دليل على ضعفنا عندما ننسب الكوارث التي تصيبهم بانها عقاب من الله لهم ، والمؤلم عندما نترك العمل ونامل الظهور فقط ، بينما امريكا والصهيونية يصولون ويجولون تمزيقا للمجتمع الاسلامي كافراد وليس كدين ، فالجولة الاخيرة للاسلام ولكن متى هذه الجولة الله العالم ، نتمناه اليوم قبل غدا ولكن واقعا لم تبدا هذه الجولة وعلينا العمل من اجل نصرة الاسلام فان رحلنا ولم يحن الظهور نكون قد ادينا واجبنا وان حدث الظهور فنكون عونا للامام .

بينما المسلم لا يفكر بنعمة الله عز وجل على الارض الاسلامية بان جعل فيها من الخيرات ما يرضخ لهم كل جبار عنيد بل بذروها ويا ليتهم على شعوبهم بل على تقوية اعدائهم وملذاتهم، المسلمون يصدرون المواد الخام باسعار زهيدة ويصنعها الغرب ويبيعها عليهم باسعار مرتفعة جدا ويكونوا خدموا اقتصادهم وزادوا من تبعية المسلمين لهم .

حتى الخطاب الاعلامي لم يحسنوا صناعته وهنا لابد لنا من الاشارة في العودة للمادة فلو ان للمسلمين خطاب اسلامي مؤثر لما منحتهم الصهيونية الاقمار الصناعية ، الخطاب بحاجة الى مادة سواء كانت قمر صناعي او مطابع تساعدهم على نشر الفكر الاسلامي الرائع اما ان الغرب يسمح للمسلمين تثبيت خطابهم بادوات صناعة غربية فهذا لا يكون ابدا وان من يعتقد ذلك فليعلم لو لم يكن لدى الغرب الاقوى مما منحكم لا يمنحوكم ابدا ما تريدون .

فالامل بالشعوب بان تتحد ولا تسمح لكل حاكم عميل من تنفيذ اجندة الصهيونية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك