المقالات

الانسحاب الامريكي من العراق ... تكتيك ام مراوغة

1582 2020-02-10

يوسف الراشد

 

على الرغم من الملابسات والخروقات والتصرفات السيئة والغير منضبطة التي رافقت العملية الاحتجاجية في ساحات الاحتجاج  والمظاهرات المليونية التي خرجت منذ اربعة اشهر وحتى يومنا هذا وهي تطالب بالاصلاح وتحسين الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والخدمية والترفيهية للشعب العراقي الا ان من حسناتها انها ضغطت على القوى السياسية وعلى البرلمان باتخاذ العديد من القرارات ومنها قرار التصويت بالاغلبية على انهاء التواجد العسكري للقوات الاجنبية في العراق باستثناء وتخلف المكونين السني والكردي اللذان عارضا هذا القرار وقد ابلغ السيد عادل عبد المهدي جميع القطعات العسكرية العراقية وجميع الوحدات عدم طلب العون والمساعدة من القوات الامريكية في عملياته القتالية ضد  تنظيم داعش الارهابي.

 وهذا بحد ذاته مؤشر على جدية العراق  في اعادة النظر بخصوص العلاقة الستراتيجية مع الامريكان كما وقامت  الحكومة العراقية ممثلة بوزير الخارجية بالتوجه بنحو عاجل الى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وتقديم الشكوى ضد الولايات المتحدة الامريكية التي ارتكبت الكثير من الانتهاكات والخروقات الخطيرة لسيادة وامن العراق والمتمثلة بضرب مواقع وثكنات الحشد الشعبي واخرها كان في مدينة القائم وادى الى سقوط الشهداء والجرحى واستهداف موكب الشهيد ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي وقد صوت مجلس النواب العراقي في 5/1/2020 بالاجماع والزم الحكومة العراقية عدم طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش وانهاء التواجد الاجنبي على الاراضي العراقية ومنعها استخدام الاراضي او الاجواء العراقية لاي سبب كان.

 وبالفعل فقد بدا الانسحاب التدريجي لهذه القوات وهذا مااكدته لجنة الامن والدفاع النيابية في البرلمان العراقي بان القوات الامريكية قد بدات فعلا تغادر الاراضي العراقية وانسحبت من 15 موقع وقاعدة عسكرية  باستثناء قاعدتين عسكريتين الاولى في محافظة اربيل والثانية هي قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار.

 وان الامريكان يمارسون الضغط والمماطلة من اجل الاصرار والتمسك على البقاء في هذه القاعدتين ولكن الضغط والاصرار الجماهيري والشعبي على البرلمان العراقي بتشريع قانون الغاء اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات الامريكية وهذا سيسرع ويسهل من انسحاب ماتبقى من جميع القواعد التي يتواجدون فيها .

ولكن السؤال الذي يدور في مخيلة الكثير منا  هل ان الامريكان بعد هذه التضحيات والخسائر التي قدموها في العراق وبعد هذا النموذج السيء والتجربة الفاشلة للديمقراطية جادون بالانسحاب من العراق ام هو تكتيك ومراوغة وخدعة يمارسونها لتضليل الراي العام والايالم القادمة كفيلة بكشف هذه النوايا .

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك