المقالات

بريطانيا.. تُنهك عقل الطفل العراقي؟!


إشراق علي

 

إبَّان الإنتداب البريطاني على العراق (1921-1932) "حرص" المستعمر البريطاني على "إنهاك" عقل ونفس الطفل العراقي من خلال "صنعه" لمناهجٍ دراسيةٍ هدفها الأساس هو "خلق ردة فعل عاطفية" في داخل نفس وعقل الأطفال والناشئة الطلبة؛ ترفض بل تنفر من التعليم وكل ما يتصل بالمدرسة والمعرفة على الإطلاق!

في هذا الخوص، تكلم الأستاذ عبد الرزاق الهلالي في كاتبه الموسوم (تاريخ التعليم في العراق: في عهد الإنتداب البريطاني) عن "نقد" هذا المنهج "المُصعَّب" من قبل الأستاذ (محمد عبد الحسين) الذي كان أحد موظفي دائرة المعارف آنذاك، فينقل عنه بالنص التالي:

"وعندما نقد (محمد عبد الحسين) منهج التعليم الابتدائي [في العراق] قال:

[وفي منهج التعليم للتلاميذ صعوبة أكبر، لأن تلاميذ الصفين (الأول والثاني) مكلفون بمعرفة قواعد اللغة العربية، وحفظ قطع من النظم والنثر، وفهم غریب لألفاظها، وحفظ الاصطلاحات الجغرافية، وبعض الوقائع التاريخية وغيرها مما لا يتناسب و مداركهم، ولا يستطيعون حفظها وفهمها.

إن فساد نظام المدارس الابتدائية ومنهجها كانا - ولا يزالان - العقبة الكؤود في سبيل النهضة الأدبية العراقية.]

ثم قال في كتابه:

"إن منهج التعليم وحده كافٍ لأن #يُـنـفِّـر التلاميذَ من المدرسة؛ لما يحتوي عليه من المواد الكثيرة التي يتحتم درسها، من غير أن تناسب أعمارهم ومداركهم العقلية، ولا يأتي من ورائها غير حشو أدمغتهم بمعلومات ومقدمات لا فائدة فيها، فيتعلمونها تقليدا من المعلمين، وأكثرها دروس عقلية #تتعب الناشئة #وتنهك مفكرتهم، كاللغة العربية مع فروعها، واللغة الإنكليزية مع فروعها، والتاريخ والجغرافية، والحساب، والهندسة، والدين، والقرآن. ولو حللناها لوجدناها تبلغ العشرين درسا، يلاقي التلاميذ في سبيل فهمها وحفظها أتعابا شديدة، #تُـكَـرِّهُ لهم المدرسةَ، #فيتغيبون عنها أو #ينفصلون."

(صفحة:72)

والآن، الراصد لواقع التعليم في العراق بعد الإحتلال الإرهابي الأمريكي الدولي سيجد أنَّ مناهج التعليم الموضوعة بعد 2003 "صُنعت" بنفس الأسس التي وضعها المستعمر البريطاني ولنفس الغايات الخبيثة والدونية التي الغرض منها هو "إنهاك" العقل العراقي الناشئ، وخلق -في داخله- ردة فعل عاطفية تنفر وترفض التعليم والتعلم والدراسة بل ولجعله يرى المدرسة "معسكر اعتقال"!

هذا هو الواقع الآن الذي يجب نقده نقدا بناءً والسعي الحثيث من أجل تغييره بكل الوسائل المستطاعة "السلمية" من أجل أنفسنا ومن أجل العراق ومستقبله.. بالاضافة الى محاسبة المقصرين بل والمتعمدين السكوت على هذا "التخريب" المتعمد وكل المشاركين عن عمد فيه وزجهم في السجون لهذه الخيانة العظمى بحق الأجيال الناشئة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك