المقالات

متى ينتهي مسلسل: العراق الى اين؟


جواد الماجدي

 

كل الافلام والمسلسلات العربية والأجنبية، بل حتى الهندية منها تكون لها نهاية، قد تكون سعيدة، بموت الاشرار، او انهزامهم، او صحوت ضمير ظالم واعادة الاوضاع الى سابق عهدها في بداية الفلم، او المسلسل رغم ما عاشه ابطال، وكومبارس الفلم من الام ومصاعب، وتفاعلنا نحن المتفرجين، والمشاهدين.

قد ينتهي الفلم بجزء واحد، وقد يمدد الى اجزاء مثنى وثلاث او حتى أكثر من اصحاب الكهف وكلبهم السابع، ان لاحظ القائمون على الفلم ان هناك تفاعلا، واندماج مع احداثه، بالمقابل قد يرفع الابطال اجورهم، وتزيد نسبهم المالية بالاشتراك بالدعايات على الشامبو، ومعطر الجسم وغيره.

لنترك الاجزاء السابقة من فلمنا؛ العراق الى اين؟ كوننا لم نعايشه، انما سمعنا من كاتبي التاريخ وناقليه لنستذكر الحلقات الاولى من جزئنا الحاضر، تحديدا بالحلقات الاولى تقريبا في سبعينيات،

وثمانينيات القرن الماضي.

عراق جميل، طبيعة جميلة، أناس طيبون معيشة تكاد تكون مرضية، وهو المطلوب في ذلك الزمان كي يلتف غالبية الشعب حول قيادته الحكيمة، (حيث ان جزء من الشعب كان لا يتابع الأفلام الآكشن كونهم وعوا الحقيقة مبكرا).

ادخال البلد بحروب مستمرة مستغلين اندماجهم وحبهم لقيادتهم التي صوروها بانها إلهية مستغلين طيبة قلوبهم، واندفاعهم الديني، والفطري، والوطنية المزعومة لبعضهم، حرب القادسية؛ الجزء الثاني: حرب الخليج الذي اندلعت بعد احتلال الكويت، كانت تقريبا انحراف كبير بعقليات اغلب المتابعين لأفلام الآكشن العراقية الإدلاء، خارجية الإنتاج والتأليف، حصار مقيت مما جعل اغلب الشعب ينقلب على من كان يؤمن به من شخصيات سياسية، تمهيدا للانقلاب الكبير الذي سيحصل كي يستغلوا البغض الشديد في سيناريوهات الإطاحة، وهذا ماحصل في نهاية الجزء الثاني من الفيلم.

الجزء الثالث عشناه جميعنا حيث كنا ممثلين مجانيين أساسيين وكومبارس أو شخصيات متحركة كدمية لهدف او بدونه، نهب تسليب انتهاك حرمات، سقوط محافظات صعود بعضهم على اكتاف الفقراء، ظهور طبقية اجتماعية كثرة اللصوص باسم الدين والإنسانية، مظاهرات مسيسة وغير مسيسة اختلاط الحابل بالنابل لانعرف العميل من الوطني، المجاهد من المشعوذ.

اصبحنا نصدق بان بعض شخصيات الهية، لاتنطق عن الهوى، الهنا شخوص ماكانت لتعرف لولا عقولنا الساذجة، مررنا بحلقات ابطالها تدعي الدين والوطنية، مرحلة تطلبت التصعيد بين رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان والاقليم الشمالي ببلدنا الجريح، ومرحلة أخرى تطلبت الهدوء والسيطرة الجزئية للدولة، مع تضييق الخناق حول المثقفين، وقلة الموارد والبطالة، وكثرة الخريجين بدون تخطيط، بالمقابل تخمة الأحزاب واستئثارها بخيرات العراق ومناصبه السيادية، وتقسيم الكعكة العراقية حسب مذاقهم هم تاركين الشعب على شفا حفرة متحفزين لأي شرارة للهيجان، وهذا ماكان بالحلقات الأخيرة من مرحلتنا هذه.

فلم لانعرف نهايته للأسف، رغم سقوط شباب بعمر الورود، وكسر خواطر أمهات وأبناء وتيتم أطفال، العراق الى اين؟

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك