المقالات

نظرية "التجطيل"

1648 2020-01-27

حمزة مصطفى

 

في الماضي كان يقال في الأفلام والمسلسلات رن جرس الهاتف. الآن الهاتف تحول  الى موبايل يعني  "محمول" رناته مختلفة الآيفون غير الكلكسي وأبو الطابوكة الله يرحمه غير الهواواي. بدل رنة جرس التلفون تأتيك رنة من نوع مختلف مصحوبة في الغالب برائحة "شعواط". ما عليك سوى أن تسرع في الخروج من المنزل  لتجد ميزانية بيتك أو بيت الجيران "طكت" نتيجة قوة الصدمة الكهربائية. هذه الصدمة التي غالبا ماترتد الى محولة الحي المتهالكة أصلا فـ "تقوم" المحولة وتنطفئ الكهرباء.

إجراء أكثر من طبيعي و"متعودين" عليه كلنا. في الماضي كنا "في الهوى سوى" الآن  "سوى" صار راديو تابع للحرة  التي أغلقت مكاتبها في بغداد وسرحت العاملين بدون إحم ولا دستور ضمانة. الآن صرنا بـ "التجطيل" سوى. كلنا وطنيون ومع السيادة ومع حصر السلاح  بيد الدولة وسرعة تشكيل الحكومة وإختيار شخصية غير جدلية. كلنا مع دعم المنتوج الوطني والأهمية الإستراتيجية لتصدير الرمان الى المانيا. كلنا مع وقف الهدر في مزاد العملة ووقف إستيراد البيض من تركيا. كلنا مع أهمية محاربة الفساد وطالما كتب من كتب منا مقالات في أهمية ضرب الفاسدين بيد من حديد. وقال من يعمل منا محللا سياسيا في الفضائيات في أهمية مكافحة الفساد بوصفه السبيل الوحيد لجلب الإستثمارات للبلد. كلنا وقفنا ضد حسوني الوسخ أو الوصخ بلغة أخرى بوصفه رئيسا للهيئة الوطنية لمكافحة الدوام.

ليس هذا فقط. كلنا مع مؤتمر دافوس ومع إحلال السلام في ليبيا. كلنا مع حفتر والسراج بس مو عدنان المحلل السياسي البارز. كلنا مع أهمية ترصين سد الموصل "صدك وين ضرب بيه الدهر؟" وضد حجي حمزة "الغايب عذره وياه". بقي شئ لسنا كلنا معه. طبعا إتفاقية الصين كلنا معها للعظم. لكن ماذا بشأن "التجطيل" حيث الوايرات المتداخلة في أزقة أحيائنا والتي ترسم مشهدا حيا يدل على الرقي والتقدم  والإزدهار. هل هذا يحتاج دليل؟ بلد ميزانيته 100 مليار دولار بالسنة. كم نسبة الكهرباء؟ يقولون 40 مليار دولار أميركي ليس من بينها وايرات "التجطيل" التي ترسم هذا المشهد الحضاري الذي لاندرك أهميته الإ حين "يطك" وتأتيك رائحة "الشعواط" تشبه رائحة البخور عند المغرب حيث موعد طرد الشياطين.

السؤال الذي يطرح نفسه .. من أين تمر الشياطين وسماؤنا مؤثثة بأطنان "الوايرات" المتشابكة والتي تعرف طريقها الى المنازل منزلا بعد منزل عبر متوالية حسابية لا يعرفها الإ صاحب  المولدة وطبقا لعدد "الجوزات" ومثلها الإمبيرات التي يسحبها كل واحد منا حسب قدرته المالية. ولأنه لابد من فرز التسميات فكهرباء الحكومة تسمى "وطنية" وكهرباء أبوبارق صاحب محولتنا تسمى "سحب" وبين الإثنتين نحن غارقون بـ "التجطيل" من عدة وطنيات في الحي لا وطنية واحدة. بصراحة لأول مرة أكتشف أن للتجطيل فائدة كبرى وهي تعددية الوطنيات في وقت نسعى جميعا للحصول على .. البطاقة الموحدة.

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك