المقالات

الإخلاق والعمل الإسلامي

1568 2020-01-25

علي عبد سلمان

 

عندما بعث الله الأنبياء وأنزل الشرائع جعل لها أهدافاً كبرى لا تتعلق بفرد أو جماعة ولا تخص فلاناً أو فلان بل هي للمصلحة العامة التي تعمّ الدنيا بأسرها

والأهداف الكبرى حمل ثقيل لايمكن أن يحملها فرد واحد بل ولا مجموعة من الأفراد , وقد تحتاج تلك الأهداف الى الملايين من العاملين المخلصين لكي يتمكنوا من حمل هذا الثقل وتحقيق هذا الهدف وهؤلاء الملايين يختلفون في الطباع والأفكار والرؤى والقيادات

وهنا كثيراً ما يخطئ العامل الإسلامي فتدفعه أهواؤه وذوقه أو حميته وانتماؤه لأن يتخذ موقفاً يسيء أحياناً للهدف الكبير بسبب حبه لقيادته أو حبه لحزبه أو أو

فقد تتصدى مجموعة من المسلمين لهدف كبير سامٍ يريده الإسلام قبل غيرها . . هنا باقي المسلمين عليهم أن ينصروا ويؤيدوا هذه الثلة وإن كانوا يختلفون معها بمسائل أخرى

وفي مثل هذا الموقف تنبعث في نفوس باقي الجماعات العاملة خواطر غير صحيحة منها :

أن يقول أحدهم لونصرت فلاناً سيتسجّل العمل باسمه وسيُحتسب له

أن يقول لن أنصر فلاناً لأني أختلف معه بكذا وكذا

بل البعض يحاول إفشال غيره من العاملين كي لا يتفوقوا

هذا النوع من التنافس ليس تنافساً أخروياً هذا لا يريده الله ورسوله هذا ليس إخلاصاً للإسلام بل إخلاص لفلان وفلان.

الله ورسوله يريدون من المؤمنين أن يكونوا كالبنيان المرصوص لا تفرقهم الأذواق ولا تهدم عملهم الأهواء والحزازيات الشخصية

أحبتي . . .

إذا تصدّى فلان للهدف الكبير الذي يريده الله منّا علينا أن لا ننظر للمتصدي الذي نختلف معه , علينا أن ننظر للهدف الذي يريده الله . . علينا في حمل هذا الثقل أن نضع يدنا بيد المتصدي لوجه الله حتى إن لم نكن على وفاق معه علينا أن لا ننظر أننا ننصر فلاناً أو فلان إنما ننصر الله من خلال فلان

هذا المبدأ وغيره من المبادئ يفتقر لها الكثير منّا فتكون مواقفه مغايرة لما يريده الله بل حتى لا يستطيع أن يفهم ما يُراد منه بشكل صحيح حتى وإن جاءه التوجيه بذلك , فستصده أهواؤه , ستصده حميته لفلان أو فلان

هنا سيخسر هذا المسلم العامل لله روحيته الإسلامية إلهية وستكون روحيته فلانية دنيوية

طبعاً هنا يعاني بعض القادة الواعين من عدم إدراك هذا الأمر من قبل أتباعهم فترى القائد يدرك أهمية الهدف الإسلامي الكبير وضرورة التوجه لحمله كائناً من كان المتصدي لكن الأتباع لايدركون ذلك .

في العمل الإسلامي لا يوجد مكان للـ (أنا). . ليس للـ (أنا) الصغيرة المتعلقة بالشخص فحسب وإنما حتى للـ (أنا) الكبيرة الـ (نحن) المتعلقة بالتيار أو الحزب أو الحركة أو أي مجموعة أو رابطة

في العمل الحقيقي والذي يباركه الله حقاً وينصره تذوب الـ (أنا) وتذوب (نحن) ويبقى (الإسلام) فحسب

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك