تمر على العراقيين اليوم الذكرى السنوية الثانية على مشهد تفجير مقام حفيدي رسولنا الاعظم صل الله عليه واله علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في سامراء , هذا المشهد الذي اثار عواطف وأجج مشاعر المسلمين كافة وشيعة آل البيت بشكل خاص ولم يكن هذا حدثا عابرا بجميع الاعراف المقاييس حيث استفزت مشاعر المسلمين عموما بمشارق الارض ومغاربها بتطاول الزمر المتخلفة من البعثيين والتكفيريين على المقدسات الاسلامية بعد ان وجدت هذه الزمر حاضنات لها في مناطق وسط وغرب العراق حيث ترعرعت هناك وطالت انيابها وحققت ما كانت تصبوا اليه في التخريب والدمار والقتل والتشريد والعنف الطائفي ولمدة اربع سنوات والبلد يعيش في هذه الدوامة المدعومة بالمال والسلاح من اطراف ودول اقليمية لضمان استمرار الفوضى والتخلف في البلد وتسلط هذه الشراذم على مقدراته . هذه العصابات التي اقترفت ابشع انواع الارهاب لم تعرف حرمة لدين او لمذهب بتطاولهم على ابناء الرسول الاعظم صل الله عليه واله كما تطاول اجدادهم عليه في حياته وبعد مماته وبقى الحقد متوارث في نفوس هذه الفئات فلم يسلم منهم كل من نادى وينادي بذكر النبي واله , ورغم كل محاولاتهم الاجرامية وجميعها كانت تضع الاشواك والاحجار في طريق اتباع اهل البيت عليهم السلام الا ان الايمان والصبر والتحمل من اجل الحفاظ على الدين المحمدي الاصيل والذي حمله وتحلى به اتباعهم منذ الف واربعمائة سنة والى الان لم يتيح لهم فرصة لتحقيق مبتغاهم في اطفاء نوره الذي ابى الله سبحانه وتعالى الا ان يظهره على الدين كله ولو كره دعاة الاسلام حاملي الراية الاموية وفقهاء الاجرام وبهائم التفخيخ والتفجير, وها هو ذكر اهل البيت يتردد في كل انحاء العالم بفضل اتباعهم الذين حملوا الامانة في كل بقعة تواجدوا فيها .ما ارادوه من تلك الجريمة ان يجروا شعب العراق الى ان يأكل بعضه بعضا من خلال القتل على اساس طائفي والتهجير وتخريب ما يمكن تخريبه , ولكن هذه الارادة اصطدمت بارادة اقوى وانبل واشرف بتصدي مراجعنا العظام وعلى رأسهم سليل العترة الطاهرة امامنا المفدى السيد علي السيستاني (دام ظله) ومعه جمع من السياسين ورجال العشائر وابناء العراق الشرفاء حفظت دماء العراقيين بعدم الانجرار للفتنة الطائفية وامتصاص حالة الغضب التي تأججت في الشارع العراقي التي ارادها البعثيون والتكفيريون فكان الرد تكاتف بين ابناء البلد ولملمة الجراح ونبذ العنف وكل انواع الجريمة وكان هذا درسا لكل من يحاول العبث بمصير شعب عاش على مدى تاريخة حالة تأخي بين جميع ابناء طوائفه .خلال هاتين السنتين منذ التفجير الاول سعت اغلب القوى السياسية العمل لتعزيز الوحدة الوطنية على مستوى الحكومة والمؤسسات والعشائر مع تزايد الوعي لابناء المناطق الوسطى والغربية بان الغربان الذين احتضنوهم اول الامر كانوا وبالا عليهم ايضا فاثخنوهم جراحا , بعد ان انقلبوا عليهم وغدروا بهم فتم تصفية كل معارض لافكارهم ومبادئهم ومعتقداتهم من الشخصيات السياسية والعشائرية اضافة الى الضحايا المدنيين لمجرد مخالفتهم شرائعهم التكفيرية وتتم تصفيتهم على انهم مرتدين. هكذا شاعت حالة الفوضى والارهاب والجريمة المنظمة في تلك المناطق بعد غياب القوات الامنية الحكومية منها او بتعاون تلك القوات مع تلك الجماعات .العراقيين الذين عاشوا بوئام وسلام فيما بينهم لم يروق لهم السحب السوداء وخفافيش الظلام التي اتت لتنشر التخلف والظلام في ربوع بلدنا الحبيب لذلك كان انقلاب عشائر المناطق الغربية التي كونت مجالس الصحوات من شرفاء ابنائها وخاصة صحوة الانبار التي كان لها الدور الفاعل في التخلص من هذه الشراذم وطردها من مناطقهم بعد ان اشاعت الموت والدمار بينهم وعلى مدى سنين ثلاث.والخطوة المهمة الان وبعد التحسن الامني الملحوظ وتأمين الطريق الى سامراء وبوعي وتكاتف ابناء العراق تأتي المرحلة المهمة وهي مرحلة اعادة اعمار المرقديين المقدسين , فكانت بوادر هذا العمل في بداية شهر شباط الحالى مع انها اتت متأخرة كثيرا ولكنها تبقى الرد حاسم على خطط المتأمرين والارهابيين ولتجاوز هذه الصفحة السوداء التي ارادوا منها ان تكون الارضية الخصبة لبذور الفتنة الطائفية لتمزيق البلد واهله. ولتعود الحياة من جديد الى مدينة الامامين العسكريين عليهما السلام بعد ان ضٌربت مصالحها الاقتصادية والاجتماعية , وتعود الزيارات وممارسة الشعائر الدينية فيها , وبمشاركة جميع طوائف المجتمع العراقي في عملية البناء للتأكيد على تماسك النسيج الاجتماعي العراقي من خلال تلك المشاركة وهي اشارة كذلك بتحد الارهاب والارهابيين الذين نشروا روائح الموت والتكفير والدمار اينما حلوا. عراقيـــه
https://telegram.me/buratha