المقالات

صالح

972 2020-01-17

هادي جلو مرعي

 

 برغم قدرته على إصدار القرارت الشجاعة، والتصدي للمواقف الصعبة، لكنه لم يتحول الى الصنف المغرور من البشر، بل تعود أن يفترض أن هناك دائما من هو بحاجة، وأن هناك متسعا من القدرة لديه على تقديم شيء يخفف عن أولئك المعذبين بسبب المرض، أو الدراسة، أو الذين تقطعت بهم السبل، وهم يحاولون العيش بكرامة دون أن يضطروا ليكونوا إذلاء، فيسارع لتلبية متطلباتهم.

عندما أراد أن يشتري علكة، ولم يكن معه ثمنها لأن والدته تمكنت بصعوبة من توفير أجرة السيارة التي أقلته والتلاميذ الصغار في رحلة مدرسية الى نهر الوند في خانقين، لم تتحول تلك اللحظة الى نكسة، بل بقيت في ذاكرته تتجاوز معه السنين، وقرر تحويل عقدة النقص الى شوق الى الكمال، فيستفزه الفقر حين يراه في وجوه اليتامى، ويضطر أحيانا أن يتوسل من أجل الآخرين، أو يحصل لهم على مايريدون دون أن يحملهم العناء، وبمرور السنين لم يتحول الى رجل غني، لكنه يشعر إنه ليس بفقير، ويفكر إن الله أراد له ان يكون في منتصف المسافة بين الغنى والفقر ليراقب الأغنياء الذين يملكون قدرا من الطيبة، ويتحسس معاناة الفقراء فيكون وسيطا بينهما.

صديقه صالح لم يتوقف عن الإستجابة لنداءاته التي يقسم أنه لن يكررها، ولكنه حين يجد أولئك المعذبين لسبب ما يلجأ إليه، فيستفز روحه الطيبة، يرفض صالح أن يذكر إسمه، أو عنوانه، أو نوع عمله أانه يبحث عن فرصة للتطهر الروحي، وأن يستخلص لوجدانه وعقله حكمة البقاء على ذات الطريق الطويلة، طريق المعذبين المارين منه ليخفف عنهم، وكأنه يضع على الطريق دواءا لأرواحهم، ومظلة تقيهم حرارة الشمس، وبعض الشراب والطعام، ولاينسى أن يدس في جيوبهم بعض المال، ولاباس أن يكلمهم.

من حين لآخر ليسليهم عن ضجرهم من عالمهم المرير.

 احاول أن أرفع له القبع، فاتذكر إنني لاأضع قبعة على رأسي، وأكتفي برفع يدي بالدعاء له بالتوفيق والسلامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك