المقالات

البرلمان والالتزام بالدستور


جواد العطار

 

جلسة البرلمان التي ناقشت اخراج القوات الاجنبية من البلاد اثارت العديد من التساؤلات من قبيل: لماذا غاب الكثير من النواب عن الحضور؟ ولماذا لم تحضر كتل تمثل مكونات البلد.. هل الموضوع لا يخصهم ام انهم لا ينتمون الى العراق: وان كان لهم رأي مخالف فكان عليهم الحضور وتثبيت موقفهم امام الرأي العام العراقي… فلماذا حدث ما حدث؟. من الصعوبة بمكان تحليل سبل نجاح عمل البرلمان في الوقت الحالي ، وذلك يعود لعدة اسباب اهمها: 1. بنية البرلمان التقليدية القائمة على المحاصصة القومية والطائفية. 2. الخلافات الحادة بين المكونات حول مختلف القضايا الفرعية والوطنية ، وآخرها ما شهدناه في التصويت على انسحاب القوات الاجنبية وهو من القضايا التي لا خلاف عليها في اي بلد بالعالم ورغم ذلك غاب تحالف القوى والكتل الكردستانية عن الجلسة. 3. الصراع داخل المكون الواحد وبالذات المكون الاكبر الذي يشكل اكثر من نصف عدد النواب ، اضاف تحديا جديدا امام عمل البرلمان ومستقبله. وبعد هذه التحديات المتأصلة في بنية البرلمان وسلوك القوى السياسية المكونة له على اختلاف توجهاتها ومشاربها فان المستقبل قابل لعدة خيارات يحتكم فيها الواقع الى نتائج صناديق الاقتراع ، فالبرلمان الحالي بحاجة الى خطوات جدية للنهوض بواقعه وتفعيل آلياته ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :

• الاتفاق والتعاون بدل الخلاف في اقرار التشريعات والقوانين الملحة وهو ما اكدت عليه خطبة المرجعية في الجمعة الماضية. • تقديم المصلحة الوطنية العليا بدل المصالح الفئوية والحزبية ، وبالذات في اختيار رئيس وزراء مناسب يمكنه النهوض بمتطلبات المرحلة. • اقرار القوانين المعطلة والاستجابة للمطالب المشروعة والتناغم مع الجمهور والتواصل معه عبر مختلف السبل على اعتبار ان البرلمان هو الممثل الشرعي للشعب الذي يعتبر مصدر السلطات. اما بالنسبة للقواعد الضامنة للتغيير الجذري في عمل البرلمان الحالي ، فانه لا قواعد ضامنة للتغيير غير تغيير الكتل السياسية المكونة للبرلمان من تفكيرها وتغيير النواب من سلوكهم وتقديم مصلحة البلد والمواطن على غيرها من المصالح ، وتبقى مسألة التداول السلمي حاضرة في المشهد العراقي ما دام هناك التزام بالدستور وآلياته وتجنب خرقه تحت اي ظرف.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك