المقالات

خلاص العراق ما بين اتفاق الصين وبين المعارضين والامريكان..


د. هاتف الركابي ..

لقد تأخرت قليلاً في الكتابة عن موضوع  ماذا جرى في الصين حتى أتأكد من صحة المعلومات سواء من مكتب رئيس الوزراء أو من البرلمان، وكان قد  صدع رؤسنا بعض الكتاب ومنهم من كان وزيراً في المراحل السابقة وحاول أن يجعل هذا الانجاز لرئيس الحكومة السابقة سنة ٢٠١٤ ولا نعرف ماهي العلة من ذلك التمويه ، والبعض ممن يدعون خبراء في القانون محاولين النيل من هذا الاتفاق دفاعاً عن الدولة العميقة .. أو لغايات اخرى نعرفها..

بدءاً أوضح للشعب العراقي بأن ماجرى في الصين ليس باتفاقية أو معاهدة ثنائية الاطراف ، بل هي عبارة عن مذكرات تفاهم أو توقيع عقود في شتى المجالات ، وان السيد  الدكتور مظهر محمد صالح مستشار السيد رئيس الوزراء  للاسف أخطأ في تكييفه عندما كتب مقالاً واحدث ارباكاً في المشهد ، فكان مقاله   هو  ملاحظاته عن المذكرات ، ولكونه غير مختص في القانون كتب مستهلاً حديثه بأنها ( اتفاقية  ) ، مما نتج عن ذلك اختلاف في الرأي وكثرة السجال والاجتهاد..

وأود الاشارة الى ان السلطة  التنفيذية سواء مكتب رئيس الوزراء لم يقدم توضيحاً بذلك أو وزارة الخارجية وهي المعنية بالاتفاقيات والمعاهدات ومذكرات التفاهم دائماً ما تتنصل عن واجبها بالخروج امام القنوات الفضائية أو التوضيح من خلال موقعها الرسمي مما  زاد في الامر ظلالةً ..

ليس هناك اي اتفاقية او معاهدة ثنائية، بل هو عمل من صميم السلطة التنفيذية ، ولا يجوز التدخل بعمل السلطة التنفيذية  عملا بمبدأ الفصل بين السلطات وفق المادة ٤٧ من الدستور ، وما على البرلمان الا الرقابة فقط .

ماتم توقيعه في الصين من مذكرات لايتضمن شروط جزائية على العراق ويشرف على الصندوق الصيني للاعمار الطرف العراقي وشركة استثمارية ضامنة يتم اختيارها من قبل البنك المركزي من بين خمس شركات عالمية ، وهذه المذكرات مضمونه من الجانب الصيني عن طريق مؤسسة التأمين الصينية ( ساينو شور ) وهي منظمة حكومية عليا ..

ولحكومة الدكتور عادل عبد المهدي الصلاحيات الكاملة في تنفيذ تلك المذكرات ، ومن الخطأ الفادح القول بأنها حكومة تصريف الاعمال لكون المذكرات تم توقيعها في فترة عندما كانت الحكومة أصيلة ، والان جاء وقت التنفيذ ، وهذه المذكرات ستكون الخلاص للعراق لكل العراق في حال تنفيذها وأنها ستسد الباب امام الفاسدين وكومشنات الاحزاب والمتنفذين ، وستفشل مخططات الولايات المتحدة الامريكية في تغذية الاحداث الاخيرة واغراق المجتمع العراقي بشتى الامراض وماڤيات المخدرات ، وسيغلق الطريق أمام تهريب النفط من شتى المنافذ في العراق والمعروفة للقاصي والداني، ويوقف تسرب النفط بابخس الاسعار الى الاردن وغيرها ، وهذه المذكرات إن باشرت في عملها ستشغل ما يقارب مليوني عراقي في العقود التي ستبرم في مجالات الصحة والمستشفيات والتربية والتعليم وبناء المدارس والجسور والطرق والاسكان ومشاريع البنى التحتية ومشاريع الطاقة والتحليل ومعالجة التلوث في دجلة والفرات وشط العرب ، ومشاريع سكك الحديد وتعبيد الطرق، وهذه المذكرات سترتب أخذ من العراق مائة الف برميل ولمدة سنتين ويمكن ان ترفع الى ثلاثمائة الف برميل في حالة النجاح.. وتقوم الصين بزيادة سقف الافتراضات الى ثلاثون مليار وهذا سيدفع الصين تقديم افضل خبراتها وطاقاتها في الحزمة الاولى ، واشارت المذكرات بان يختار مجلس الوزراء ويوقع العقود لمرة واحدة ، أي  بعقد مفتوح ، لذلك فالمذكرات كانت انجاز عظيم في تحقيق المصلحة الاقتصادية العراقية لاسيما بعد التحقق من سمعة الشركات والمصارف التي تضمنتها المذكرات..

لذلك فأننا نوجه رسالتنا بأن التجاذبات باتت ارضاً خصبة لكل الطامعين بالعراق لاجل خلق الفتن بين أبناء الوطن ، وهذا الاتفاق سيكون خلاصاً لأبناء الجنوب والوسط المظلومين والنهوض بالعاصمة بغداد المهملة منذ زمن بعيد  وكذلك لمحافظة  نينوى المنكوبة التي دخلت النسيان ، وبقية المحافظات الاخرى ..

أيها العراقيون توحدوا في تنفيذ هذه المذكرات وافشلوا المخططات الامريكية ، فأمريكا لم نرى منها خيراً طوال اربعون سنة ، فهي من ادخلتنا بالحروب والجوع والحصار والظيم وضربتنا باليورانيوم المنضب واحدثت لنا الامراض السرطانية ، وهي الان تريد ان تحرق العراق وتخطط بان تدخلنا بقادسية أخرى ، واحذروا عملاء السفارة الذين وصل عددهم مائة الف شخص ، والف وخمسمائة مدون يعملون لتهديم الوطن ، فلا بد من المخرج حتى لاتطول معاناتنا بدون مبرر معقول..

 

د. هاتف الركابي .

باحث في الشؤون الدستورية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك