المقالات

جمهورية الخوف

1162 2020-01-13

هادي جلو مرعي

 

مع الإضطراب الحاصل في السياسة والمجتمع، وتردي الإقتصاد والفساد، وشيوع ظواهر ثقافية شاذة، وغير مسبوقة، وتنمر الناس على بعضهم، وسعيهم للحصول على المال والجاه والمناصب والسيادة، وتحقيق منجزات مشروعة، وغير مشروعة، وغياب القانون، وتحول الدولة الى إقطاعيات سياسية حزبية ودينية وعشائرية، وتقوي فئات على فئات بفعل الإرهاب الديني، والفكري، وإمتلاك السلاح، والشعور المفرط بالقوة، والتفرد، والفهم، وإدعاء إن الحق مع طرف دون غيره، ووفود عادات وسلوكيات، وثقافات أجنبية بفعل الأنترنت، والقنوات الفضائية، ومواقع التواصل الإجتماعي، والحصول على الأموال والمناصب بطريقة فوضوية حتى صار الحمار أسدا، والأسد بعيرا، والثعلب نمرا، والكلب ذئبا، وتنمر الجميع على الجميع، والجميع ينتقد الجميع، وصار مالوفا أن ينتقد الزاني الزنا، وشارب الخمر الخمر، والسارق السرقة، والفاسد الفساد، والعاهرة تحكي عن الشرف، والمنافق يصلي ويصوم، وهناك من لايحترم تعاليم الرب، ولايقيم فروضه الواجبة، ويدعي إنه يتصرف أفضل من المتدينين، ولكنه نسي إنه لم يحترم رغبة الرب.

جمهورية الخوف ليس من حاكم بعينه، وليس من دين وفكرة بعينها، وإحد بعينه، الخوف صار من الجميع، الضعيف يخاف القوي، والقوي يخاف الأقوى منه، وإذا كنا نطمئن لرجل دين في السابق، صرنا نخاف من بعض رجال الدين لأنهم لاينتقدون، ولايسألون عما يفعلون، وإذا كنا نأمل في التغيير لتحكمنا جماعة دينية، فقد صرنا اليوم نراقب صراع عديد الجماعات، وكلها تدعي إن الله معها وناصرها، بينما المثقف الذي كنا نريد له أن يقود حركة الحياة فقد صار يبحث عن المال والترفع والأنفة، ثم العزلة عن الناس، والنقد غير الواضح، وأنقسم المجتمع على نفسه، وتسبب الإضطراب الفكري والسياسي والديني بحركة نزوح نحو الإلحاد، وعبادة الشيطان، والجرأة في التمرد على كل القيم المحترمة، ورفض تطبيق القانون، وعدم إحترام التقاليد، ومن تظنه يطالب بحقك، صار يخيفك.

جمهورية الخوف والفشل والضياع هي جمهوريتنا التي نحتاجها بلاخوف ولافشل ولاضياع ولامجموعات من المختلين والجشعين والسراق واللصوص والمثقفين الناقمين على المجتمع دون أن يفهموه. مجتمع تسده الطمانينة وتحكمه العدالة ويكون الافراد فيه متساوون في الحقوق والواجبات ولايعلو أحد على أحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك