المقالات

شهادة القائدين أبو مهدي المهندس والحاج سليماني : المعطيات والنتائج . الحلقة : ٢


د. حسين علي السلطاني

 

 

من ثمرات إستشهاد القائدين : ابو مهدي المهندس والحاج سليماني ورفاق دربهم هو أن هذا الحادث الغادر والفاجعة الأليمة التي هزّت الضمائر الإنسانية الحيّة في العالم عموما والعراق خصوصا أضحت معيارًا لتمييز المواقف وتحديد الإتجاهات ، ومن هذه المواقف هو موقف القوى السياسية السنية والكردية ، فهذه القوى لاذت بالصمت المطبق تجاه هذه الحادثة ، فلم يصدر عنها بيان إدانة لها أو برقية مواساة لضحاياها ، ولَم تشارك بتشييعهم أو حضور مجلس فواتحهم  ، كما أنها قاطعت حضور جلسة مجلس النواب التي خصصت لمناقشة الوجود العسكري الأجنبي في العراق .

كل ذلك كشف بوضوح ان ثمة خللا كبيرا في بناء العملية السياسية الراهنة في العراق ، وتصدعا كبيرا في العلاقات السياسية والأخلاقية بين الكتل السياسية ، وشرخا عميقا في الوحدة الوطنية لهذه القوى السياسية .

إن أدنى مراعاة الأعراف الرسمية ، وإحترام الرأي العام للمجتمع العراقي ، هو ان تعلن هذه  القوى رسميّا عن إستنكارها وغضبها الشديد لهذا الإنتهاك السافر والإعتداء الصارخ لسيادة العراق وحرمة إستقلاله لتبرهن عن إنحيازها التام للوطن والمواطنين في هكذا قضايا جوهرية ،بعيدا عن الخلافات السياسية والانحيازات المحورية الضيقة ، ومهما كان الثمن ، وكان من أدنى درجات الوفاء للتضحيات الجسيمة والمواقف المشرفة للشهيدين : أبو مهدي المهندس والحاج سليماني في معركة التحرير  هو أن تعبر هذه القوى عن مواساتها لعوائل الشهداء ، ولو بأدنى درجات التعبير وهو الإشتراك في مراسم  تشييع هذين الشهيدين الكبيرين ، خصوصا وأنّ هذه القوى تعرف قبل غيرها دورهما البالغ في إنقاذ العراق من بلاء داعش التي إرتكبت بحق العراقيين عموما والمناطق الغربية والشمالية خصوصا  أفضع الجرائم وانتهكت أقدس الحرمات ، أما مقاطعتهم لجلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة الوجود الأجنبي في العراق فقد أثبت أنّ  موضوع الشراكة -الذي صدّعت القوى السياسية رؤوسنا بالحديث عنه - لا تعترف فيه هذه القوى إلا عندما يكون وسيلة لكسب المغانم ، أما عند مواضع المغارم فيتم التنصل عنها وتناسي كل شعاراتها وبهذا يتضح ان موضوع الشراكة بهذه الطريقة الإنتقائية قد  أثبت فشله التام في بناء الدولة على أسس صحيحة مما يستدعي ضرورة إعتماد الخيار القانوني الآخر المتاح المتمثل ببناء الدولة على أساس الفوز بالإنتخابات ، فالحزب أو الإئتلاف الذي يحظى بأغلبية مقاعد مجلس النواب يتولى مسؤولية تشكيل الحكومة وإدارة شؤون البلد بالكامل والاطراف السياسية الأخرى تُمارس دور المعارضة ، وهذا الإسلوب في الحكم هو المعتمد في جميع الأنظمة السياسية الديمقراطية وأثبت نجاحه في بناء الدول وخدمة المجتمعات ، وهذا ما دعت إليه المرجعية وطالبت به أغلبية إبناء المجتمع العراقي . 

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك