بقلم : سامي جواد كاظم
أي معضلة يتعرض لها المجتمع او تتفشى فيه افكار تؤدي به للهاوية تكون الحلول من خلال وأد المنبع لهذه الافكار والمعضلات اما الحلول السطحية فانها لا تؤدي الى نتيجة حتى وان ادت الى بعض الايجابية الا انها تكون مؤقتة .
وعلى هذا الا ساس ومن هذا المنطلق كانت بعثة خاتم الانبياء في ارض الجزيرة العربية لما فيها من جهل طاغ وشرك مستشر في حين شعوب كل الدول المجاورة للجزيرة العربية كانت تعيش في بحبوحة الحضارة والرقي والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي والعسكري الذي يكفل لها بان تكون ارقى بكثير من مجتمع الجزيرة العربية ,وان جاهلية العرب كانت قمة في التخلف والجهل وبعيدة جدا عن الامور التنظيمية لحياتها سواء كانت اجتماعية او اقتصادية او دينية وكانت الغالبية العظمى منها تعيش على الغزوات والتسليب وقطع الطرق على القوافل .فاذا ما تتطور هذا المجتمع وقضي على الجهل فيه يكون تطوير بقية المجتمعات اسهل بكثير فكانت هي الارض المنشودة لرسالة خاتم النبيين محمد (ص).والمتتبع لمسيرة الرسول الكريم (ص) واهل بيته الاطهار وصحابته النجباء يعلم بحجم الجهاد والجهد المبذول للقضاء على الجاهلية والارتقاء بالامم وكان لهم ما ارادوا ، فالعالم كله يشهد للتطور المتعدد الوجوه والمجالات التي احدثتها الرسالة المحمدية .ومنذ وفاة رسول الله (ص) والدولة الاسلامية تعيش على اطلال انجازات رسول الله (ص) مع مسؤولية الائمة المعاصرين للدولة الاموية والعباسية في الحفاظ على المنجز المحمدي مع اظهار روائع الرسالة المحمدية ، وبعد الغيبة الصغرى بدأ الانحدار في اغلب الدول الاسلامية من خلال تسلم الطواغيت للحكومات الاسلامية واصبح العمل عكس الشعارات التي تنادي بها هذه الحكومات .ولعل حديث رسول الله ( ص) المتعلق بعلامات الظهور وهو امتلاء الارض ظلما وجورا هو حتمية سقوط اغلب المسلمين باتجاه الهاوية ولابد من منقذ لهم لكي يعيدهم الى امجاد الرسالة المحمدية .بغض النظر عن البحث في ماهية الشخصية التي ستظهر وتنقذ العالم لكي تملأها عدلا واحسانا فان المسؤولية المنوطة بها كما كانت سابقا في عهد رسول الله (ص) هو اجتثاث الظلم والجور وعملية الاجتثاث لا بد من ان تكون من الجذور وليست سطحية حتى تضمن النجاح .ظهور الغائب سيكون في مكة كما كان لظهور الرسالة والرسول في مكة ويبدا ويعمل المنتظر باستئصال جذور الظلم والجور .والمتابع اليوم لاوضاع الدول الاسلامية ومن خلال الاخبار التي هي تبثها عن بلدانها لوجد ان الفكر الوهابي المسيطر على مقاليد الحكم في ارض الجزيرة التي كانت مكان البعثة المحمدية هي اكبر مكان كانت سابقا للجهل والشرك واصبحت اليوم للظلم والجور فالتسميات اختلفت والاصل واحد .فمسالة ظهور المنتظر بين الركن والمقام وخسف الارض بين المدينة ومكة بجيش السفياني هي اخبار متفق عليها وهذا هو الدليل القاطع على ان الظلم والجور منبعه ارض نجد والحجاز واليوم نجد اغلب العمليات الارهابية التي تحدث في العالم ان لآل سعود علاقة بها من خلال الفكر او التمويل .والحديث المعروف عن النبي محمد (ص ) عن اسم الذي سيظهر في زمن الظلم والجور وتطابقه مع اسم محمد فالمكان هو الاخر نفسه الذي ظهرت فيه الدعوة حيث سيظهر المنتظر منها وكما ان محمد (ص) ترك مكة وجعل المدينة عاصمة للاسلام فان المنتظر سيترك هو الاخر مكة ويجعل الكوفة عاصمة له .
https://telegram.me/buratha