المقالات

الطبيعة الدستورية لحكومة العراق القادمة .هل ستكون حكومة انتقالية ؟ .


د . جواد الهنداوي*

 لا تُعّرفْ طبيعة وهوية الحكومة القادمة وفقاً للرغبات او الآراء ، و لا قياساً بما سادَ وجرى في دول أخرى او أنظمة أخرى .

عاملان يُحددان تعريف وطبيعة الحكومة القادمة :

العامل الأول هو الدستور ، لا مصدر غير الدستور يفرض علينا تقدير وتعريف الحكومة القادمة .

طريقة تشكيل الحكومة هي ذات الطريقة التي تمت بموجبها تشكيل حكومةالسيد عادل عبد المهدي .

الإجراءات ستتم وفقاً لذات النصوص الدستورية المُلزمة لتشكيل الحكومة ، وستنال (وهذا افتراض ) ثقة مجلس النواب ، و لا يمكن ممارسة عملها مالمْ تنلْ ثقة مجلس النواب ، وعند نيلها ثقة مجلس النواب ،ستمارس عملها وفقاً لبرنامج شامل وللمدة الدستورية المتبقية من الدورة الانتخابية . وستكون حكومة كاملة الشرعية ، و ليس بمثابة حكومة تصريف اعمال . ليس من الصواب ،كما اعتقد ، مقاربة او مقارنة الحكومة المقبلة بحكومة تصريف اعمال ،لسبب بسيط : هو انَّ حكومة تصريف الأعمال منزوعة الثقة ومحدوده الصلاحيات ،بينما الحكومة الجديدة هي حكومة ممنوحة الثقة من مجلس النواب ، وتتمتع بكامل الصلاحيات الدستورية .

منحها الثقة من قبل ممثلي الشعب يمنحها الشرعية الكاملة ، و لا يجوز حرمانها من ممارسة سلطاتها الدستورية .

على اي أساس يصفها البعض بانها ستكون حكومة انتقالية ؟ لا يشهد العراق انقلاب عسكري وتعطيل للدستور ، ولا يشهد العراق الآن حالة طوارئ و قرار لمجلس النواب بإجراء انتخابات مبكرّة ! و لا يشهد العراق سقوط نظام سياسي و قيام نظام سياسي جديد و لا فراغ في السلطة !

الحكومة القادمة ، والتي تأتي وفقاً للنصوص الدستورية ،وتُمنحْ ثقة مجلس النواب دون تقييد او تحديد ،ستكون حكومة سيادية و مؤهلة لممارسة كامل صلاحياتها الدستورية ، والقول او العمل خلاف ذلك هو مخالفة صريحة للدستور ،شرط توفّر العامل الثاني في تشكيل الحكومة .     

العامل الثاني الذي يحدد طبيعة و تعريف الحكومة المقبلة هو قرار مجلس النواب !

يستطيع مجلس النواب ان يحدد و يعّرف مهام الحكومة الجديدة و مدتها ، اذا قدرَّ ضرورة اجراء انتخابات مبّكرة ، بغياب هذا التقدير من مجلس النواب ،تستمر الحكومة المُشكلّة في اداء مهامها الدستورية وقضاء مدتها الدستورية كما ينبغي و وفقاً للدستور .

تغير الحكومة خلال المدة الانتخابية أمرٌ قائم و ممارسة ديمقراطية ، ولكن لا تقود الى اعتبار الحكومة " حكومة انتقالية @ . عُرف عن الأردن كثرة تغيير الحكومات خلال الدورة الانتخابية ، وفي عام واحد تمّ تغير ثلاث حكومات ، بل ويقدر عدد الحكومات التي تشكلت في الأردن ومنذ عام ١٩٢٨ ب ٩٨ حكومة ، ومعدل متوسط الحكومة في الأردن أربعة شهور ( المصدر موقع سرايا الإلكتروني ) .

*سفير سابق / ر. المركز العربي الأوربي للسياسات و تعزيز القدرات / بروكسل .

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك