( بقلم : علي جاسم )
مع اني لست ممن يعشق السياسة ، ولا من الذين يطلون الحقائق بوعود تقدم الى عامة الشعب، كما ان المجال الذي ينبغي التحرك فيه(العمود) هو قضايا خدمية عامة بحتة دون التدخل في عمل مجلس النواب او الاعتراض على موقف احدى الكتل السياسية او حتى مجرد التعليق على ما يرتديه الوزير الفلاني حتى وان كان وزيرا لاحدى الوزارت الخدمية، لان ذلك يعني خروجي من (بحري) والدخول في عالم اخر يابس لا يستهوي حروفي ولا تستهويه رئتي على الرغم من ان كل ما يقال هو سياسة حتى وان كنت غير قاصد السياسة نفسها، فالحديث عن تأخر التصويت على الميزانية هو سياسة، والتشكي من اداء البرلمان هو سياسة، والاعتراض على رفع اجرة السيارة سيدخلك عالم السياسة بل ان مجرد محاولتك استخدام الهاتف النقال وفشلك في الاتصال سيقودك الى هذا العالم الذي لا ارغب الدخول فيه.
وهذه الايام فان الجدل الدائر (سياسيا واعلاميا هو حول التغيير الوزاري المرتقب الذي قد تشهده الاسبوع المقبل، ومهما تكن الطريقة المتبعة في اجراء هذا التغيير سواء أكانت بتشكيل حكومي جديد ام بترشيق عدد الوزارات، فإن الجماهير تترقب اكثر من الاحزاب والكتل المشاركة في الحكومة أي تغيير يمكن ان يلقي ظلاله على الحياة اليومية للمواطن وهذا ما يعنيني هنا بالتحديد ـ فبالتأكيد ان اختلاف عدد الكراسي او المقاعد او الحصص لهذا الحزب او تلك الكتلة لا تهم المواطن اكثر من الخدمات المقدمة له نفسها على الرغم من ترابطهما معا كون المواطن قد عاش ظروفا اقتصادية وصحية وتربوية وبيئية صعبة ان لم نقل متدهورة خلال الفترة الماضية وهو يترقب من ممثليه الشرعيين داخل الحكومة تعويضه عن تلك الظروف وإبدالها عسلا وشهدا دون ان يلتفت الى هذا الوزير او ذاك فيما اذا كان يمتلك عصا سحرية او مفاتيح مغارة علي بابا!
ايضا فان المواطن ومن حقه الطبيعي قد صار يطالب بصوت عال في سد الشواغر الوزارية او تبديل الوزراء الذين تعاني وزاراتهم التلكؤ او التقصير لا سيما وانه يلاحظ الضعف الواضح في تقديم الخدمات والفساد الاداري المستشري في بعض الدوائر والمؤسسات وهذا بالتأكيد يرجع غالبا الى احد سببين اما لعدم وجود وزير وان الوزارة تدار من قبل وزير اخر بالوكالة، او لان الوزير لم يتمكن يوما من الخروج من قفصه الامني والاطلاع عن كثب على واقع الخدمات وطريقة وآلية تقديمها.
وقبل ان اغوص اكثر فاكثر في عالم السياسة فا ن آمالنا معقودة على التغيير الوزاري الجديد ان يسهم بشكل فعال في دفع عجلة البناء والتقدم الى الامام خاصة وان الاوضاع الامنية الان افضل بكثير مما كنا نتوقع.
https://telegram.me/buratha